كتب – فهد بوشعر:
أعاد فريق النجمة زعامته على خارطة كرة اليد البحرينية وذلك بعد أن حقق لقب دوري الدرجة الأولى لكرة اليد للموسم 2014/2015 ، معززاً رقمه القياسي باللقب التاسع عشر في تاريخه بمسابقة الدوري ليتقدم على أقرب منافسيه فريق الأهلي بفارق لقبين حيث يملك الأهلي سبعة عشر لقبا في سجله.
وحقق النجمة البطولة بجدارة واستحقاق في هذا الموسم ليعيد لأذهان عشاقه آخر بطولة في الدوري حصل عليها النجمة على نفس الصالة في الموسم 2007 / 2008 بوجود الجيل الذهبي آنذاك للنجمة بوجود محمد عبدالنبي والشقيقين عبدالرحمن وجاسم محمد ومهدي مدن ومالك كريم وخالد مراغي والسيد مجيد وبدر محمد إضافة لوجود العميد محمد أحمد وهشام عبدالأمير وعبدالله الزري في حراسة المرمى وعدد من اللاعبين المميزين في عصر القوة النجماوية. أما هذا الموسم ومع تحقيق اللقب التاسع عشر والذي لم يتوقعه أكبر المتفائلين من عشاق الرهيب النجماوي نظراً للتجديد الكبير في الفريق بابتعاد العديد من اللاعبين وانتقال البعض لأندية أخرى استطاع النجمة الظفر بلقب الدوري بجدارة بعد أن قدم أداءً ثابتاً وكبيراً حتى المباراة النهائية من مسابقة الدوري بفضل وجود الخبرة وحيوية الشباب. لقب دوري هذا الموسم لم يكن وليد الصدفة أو نتيجة الحظ بل هو نتاج عمل استمر لعدة مواسم باستقطاب نجوم اللعبة علي عيد وحسين بابور وحسن شهاب من أندية الاتفاق والدير والتضامن وتطعيم الفريق بلاعبين شباب وناشئين من فئات النجمة السنية ليشكل بها المدرب الصربي بريدراغ سيربيسكو أفضل توليفة وتشكيلة للنجمة منذ عدة مواسم استطاعت خطف اللقب الغالي على قلوب النجماوية.
الصربي بريدراغ في الميزان
يعتبر المدرب الصربي بريدراغ سيربيسكو مدرب فريق النجمة هو الأفضل والأميز والأبرز في هذا الموسم بعد أن استطاع أن يحقق مع الفريق لقبا غاب عن خزائنه لفترة طويلة حيث استمر غيابه لستة مواسم كاملة كان النجمة غائباً فيها عن لقب الدوري ومنصات التتويج عدا موسم 2009 / 2010 الذي حل فيه النجمة ثانياً بعد الأهلي والموسم 2012 / 2013 الذي حل فيه النجمة ثالثاً في الترتيب العام. استطاع الصربي بريدراغ أن يخلق أفضل تشكيلة للنجمة منذ سنوات حقق بها لقب الدوري بعد أن استقر النجمة فنياً بالتعاقد معه والتجديد قبل نهاية الموسم لموسمين جديدين حيث إن الاستقرار الفني للفريق كان له دور كبير في تقدم الفريق وتصاعد مستواه الفني في هذا الموسم نحو تحقيق أول الألقاب له منذ عدة مواسم.
مفتاح نجاح النجمة
«العمل الجماعي»
اعتقد الجميع بأن قطع الإمداد عن محركي النجمة علي عيد وحسين بابور سينهي الفريق بشكل نهائي ويهدي اللقب لفريق باربار في هذا الموسم خصوصاً بعد الأداء الكبير الذي ظهر به فريق باربار أمام فريق الأهلي حامل لقب الموسم الماضي ومحتكر البطولات في المواسم الثلاثة الماضية إلا أن فكر مدرب النجمة وقراءته الصحيحة للمباريات غيرت دفة النهائي لصالح النجمة بعد أن ظن الجميع بأن عيد وبابور هما مفتاحا النجمة الوحيدين ليجدوا بأن النجمة يمتلك جميع أنواع المفاتيح لفك أعتى الشفرات والأقفال فظهر بلال بشام وحسين محمد وعباس عبدالكريم لمساعدة الدينامو حسن شهاب في العملية الهجومية ويظهر العملاق حسن النجار «رامبو» في العملية الدفاعية بمعاونة حسين جنكي وبقية الفريق ليشكلوا سداً منيعاً لزيادة تألق حامي العرين النجماوي نايف الزري ليسطر الفريق اروع ملحمة في العمل الجماعي والتطبيق التكتيكي في ارض الملعب فلم تكن نجمة اليوم كما كانت سابقاً حيث امتلأت بالطموح والإصرار في الفوز وتكونت لديهم ثقافة العودة حتى وان كانت النتيجة كبيرة فقد استطاع النجماوية العودة في أكثر من لقاء في الموسم وتحويل تأخرهم لفوز.
العامل النفسي هو الأهم
كان واضحاً على فريق النجمة التهيئة النفسية الجيدة بعد الجولة الأولى في النهائي والتي خسرها الفريق بعد أداء باهت بعض الشيء لم يقدم في النجمة شيئاً في الشق الهجومي ولولا قوة الدفاع والحراسة لكان الفارق كارثياً عليهم أمام باربار. وقد عمل الجهاز الفني والإداري للفريق ولعبة كرة اليد بالنجمة عملاً جباراً على الرغم من قصر المدة بين الجولات الثلاث التي لعبها الفريقان لعودة الفريق من جديد لأجواء النهائيات حيث نجح الجهازان في التهيئة النفسية والفنية للفريق واجتازوا كبوة خسارة الجولة الأولى بفضل عملهم المنظم خصوصاً بوجود خبير الدارت فيش السيد رضا الموسوي الذي استطاع تحليل فريق باربار بشكل مفصل للاعبين الذين طبقوا تعليمات المدرب والجهاز الفني بكل دقة واحترافية.
ثلاثة أسماء يجب الحفاظ عليها
لمعت في النجمة هذا الموسم ثلاثة أسماء كانت سبباً في عودة النجمة لمنصات التتويج بعد الغياب الطويل الذي لم يعتده العشاق لهذا الكيان فوجود الثلاثي علي عيد وحسين بابور وحسن شهاب كان له الثقل الأكبر في الفريق خصوصاً في الشق الهجومي فهو الثلاثي الذي أحدث الفارق بخبرته الدولية والميدانية بشكل واضح وصريح.ويتوق الشارع النجماوي ويطالب من إدارة النادي الحفاظ على هذا الثلاثي الذي حرك الفريق وأعاده للقب القديم ليظل النجمة فريقاً منافساً قوياً والعمل على إعداد الجيل الجديد لتقوية اليد النجماوية.
عاد العراب فعادت البطولات
كان لعودة عراب كرة اليد البحرينية وخبيرها النجماوي محمد طالب الأثر الكبير في تحقيق إنجاز هذا الموسم والفوز بلقب الدوري التاسع عشر حيث عمل طالب الذي يعتبر الأب الروحي لكرة اليد النجماوية عملاً جباراً على الرغم من ارتباطه وانشغاله مع الاتحاد الآسيوي لكرة اليد في تهيئة الفريق إدارياً ونفسياً هذا الموسم بشكل فاق التوقع فكان نتاجه حصد أول الألقاب والفوز بالدوري وجاري العمل للكأس، وسانده في هذه المهمة الإداري الخلوق ورجل المهمات أو كما اطلق عليه النجماوية الجندي المجهول خالد فلامرزي الذي كان يعمل ليلاً ونهاراً من أجل توفير مستلزمات الفريق وتهيئته نفسيا بمتابعته الدائمة لتكملة دور العراب خصوصا في غيابه مع الاتحاد الآسيوي.
الجماهير اللاعب رقم واحد
كان للحضور الجماهيري ودعمهم للفريق خصوصاً بعد انتهاء الدور نصف النهائي أو المربع الذهبي وتجاوز النجمة لفريق الدير في أول جولتين دور كبير في تفوق النجمة في الجولات النهائية أمام باربار.
ويجدر الذكر بأن مجلس جماهير نادي النجمة أطلق حملة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي منطقتي الحورة والقضيبية والقرى التي ينتمي لها لاعبي الفريق عبر نشر مقاطع فيديو لمقابلات لعشاق الرهيب النجماوي من لاعبين وإداريين ومدربين في مختلف الألعاب بالبيت النجماوي وتعليق الإعلانات في الشوارع والأزقة ومداخل القرى لمؤازرة الفريق الأول لكرة اليد الذي وصل للمباراة النهائية في مسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة اليد بعد فوزه على فريق الدير في اللقاءين الذين جمعاهما في المربع الذهبي لملاقاة فريق باربار الذي تخطى فريق النادي الأهلي في نفس الدور من المسابقة.