إرم نيوز


اعتمدت السلفادور رسميا ”بيتكوين“ كعملة قانونية، فيما تعتزم بنما اتخاذ نفس الخطوة، وتدرس الصين والولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى إطلاق عملات رقمية خاصة بها.

وأشار تقرير مالي بريطاني نشر يوم الجمعة إلى أن السلفادور شرعت ”البيتكوين“، أكبر عملة مشفرة في العالم بالقيمة السوقية، على أمل تخفيف واحدة من أسوأ مشاكلها الاقتصادية، وهي أن المواطنين الذين يرسلون الأموال إلى الوطن من الخارج يضخون ما يصل إلى خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، لكن يتعين عليهم دفع تكاليف معاملات عالية، في حين لا يملك حوالي 70% من السكان حسابا مصرفيا.

ولفت تقرير مجلة ”نيو سيانتيست“ في لندن إلى أن اعتماد ”البيتكوين“ سيتيح مدفوعات سريعة ورخيصة عبر الحدود وتحويلاتها لا تتطلب بنوكا، مضيفا أنه تم منح كل سلفادوري 30 دولارا أمريكيا من عملة البيتكوين ويمكنه الآن التسوق أو دفع ضرائبه بها.


وأوضح التقرير أنه يجب على الشركات قبولها بموجب القانون، ولكن يُسمح لها بمبادلة جميع عملات ”البيتكوين“ بالدولار فور استلامها من التحويلات الخارجية.

ورأى التقرير أنه ستكون هناك عقبات، لأن ”البيتكوين“ ليست سهلة الاستخدام، لافتا إلى أنه بينما كان الكثيرون في السلفادور ينشرون أخبار مشترياتهم الناجحة من عملات ”البيتكوين“ على وسائل التواصل الاجتماعي، كان آخرون يسيرون في الشارع احتجاجا.

وقال التقرير: ”كما أن عملة البيتكوين نفسها متقلبة كثيرا، وهي خاصية غير مرغوب بها في العملات الرسمية... وقد تجد الشركة التي تقبل مدفوعات البيتكوين أن قيمة تلك العملة قد انخفضت عندما يحين وقت شراء أسهم جديدة“.

هل ستحذو دول أخرى حذو السلفادور؟

اعتبر التقرير أنه من غير المحتمل أن يدعم أي اقتصاد كبير عملة مشفرة مثل ”البيتكوين“ التي لا يستطيع البنك المركزي السيطرة عليها والتي تم إنشاؤها من قبل خبراء تشفير غير معروفين، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تطلق البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم عملاتها الرقمية الخاصة التي يمكن أن تجمع بين مزايا العملات المشفرة والأموال العادية.

ولفت التقرير إلى توقعات سابقة لشركة الاستشارات المالية ”PwC“ بأن نحو 60 دولة تعمل على إطلاق ما يسمى بالعملات الرقمية للبنك المركزي (CBDCs).

هل تم إطلاق هذه العملات؟

ذكر التقرير أن جزر البهاما كانت واحدة من أوائل الدول التي أصدرت عملة رقمية للبنك المركزي بإطلاقها نسخة مشفرة من الدولار ”الباهامي“ العام الماضي، في محاولة لتجنب نقل النقد المادي عبر 700 من جزرها الصغيرة، فيما أطلقت كمبوديا أيضا نسخة من عملتها الخاصة التي تسمى ”Bakong“ العام الماضي.

ولفت التقرير إلى أن الصين تقوم بتجربة عملتها الإلكترونية ”اليوان“ لبعض الوقت وتخطط لإجراء اختبار على نطاق واسع خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل.

وأوضح أن لدى الولايات المتحدة أيضا خطة لإطلاق الدولار الرقمي، فيما يقوم ”بنك إنجلترا“ (البنك المركزي البريطاني) بالتواصل مع المصارف المحلية وتجار التجزئة وأفراد الجمهور لتحديد الشكل الذي يجب أن تبدو عليه عملته الرقمية.

كيف تعمل هذه العملة؟

على عكس العملة المشفرة اللامركزية، التي لا تتحكم فيها أي مؤسسة واحدة، فإن البنك المركزي سيدير العملة الرقمية التي يصدرها، لكنها قد تحتفظ ببعض فوائد العملة المشفرة، مثل التحويلات البسيطة لمبالغ كبيرة، والقدرة على التخلص من النقد المادي، ومراجعة الحسابات للقضاء على الفساد والتهرب الضريبي.