في الدورة الـ 14 لمهرجان موازين في الرباط، أطل عبد الهادي بلخياط، على جمهور مسرح محمد الخامس، جالساً على كرسي، وبلحية بيضاء، وبلباس تقليدي مغربي، وبقبعة حمراء اللون (طربوش)، ليقرأ سوراً من القرآن الكريم، ولينشد في حب النبي محمد.
ووصف مهرجان موازين، عبد الهادي بلخياط، بـ "الأسطورة المغربية"، التي شكلت "أحد أعمدة الأغنية المغربية" طيلة سنوات.
ومع كورال مصاحب، ووسط "تأثر بالغ" من الجمهور المغربي، وفي سابقة من نوعها، لم يغن عبد الهادي بلخياط، مبدع روائع من الأغنية المغربية، خلال نصف قرن من الزمن، ولكنه التزاماً لاعتزاله الغناء، وتفرغه "للدعوة في سبيل الله"، قدم قصائد في مديح النبي محمد.
صاحب "القمر الأحمر"
ويحفظ أجيال من المغاربة، لعبد الهادي بلخياط، أغاني وصل صداها إلى الشرق، وحصلت على اعتراف من الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب بجماليتها وروعتها.
وترك بلخياط في المكتبة الغنائية المغربية، روائع غنائية، مثل "ياداك الإنسان"، و"يا بنت الناس"، و"القمر الأحمر"، و"ميعاد" و"قطار الحياة".
ففي مدينة فاس في وسط المغرب، في سنة 1940، رأى عبد الخادي بلخياط النور، لينتقل للعيش في مدينة الدار البيضاء، وليبدأ في "صناعة مسيرة فنية" بحسب النقاد، وسط تأثر من الجمهور المغربي، بعمالقة في الغناء العربي كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب.
وأسس عبد الهادي بلخياط، "الموجة الجديدة للأغنية المغربية"، في النصف الثاني من القرن الماضي، إلى جانب الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والرحل محمد الحياني، عندليب المغرب.
وفي سنة 1965، رحل بلخياط إلى مصر، بحثا عن التألق في الشرق فنيا وغنائياً، رحلة وتابع تكوينه في المعهد العالي للموسيقى العربية، قبل أن يتعرف عليه الجمهور المصري، إلا أن الموسيقار عبد الهادي بلخياط يقرر العودة بعد عامين اثنين إلى المغرب، ليبدأ مسيرة عمر غنائي حوله إلى "أسطورة غنائية مغربية" غنت على أكبر مسارح العالم.