«في قلبي أنثى عبرية» هذا كان جوابي الأسبوع المنصرم حينما استلمت تنبيهاً على حسابي الانستغرام من إحدى الصديقات المقربات، وذلك للمشاركة في مسابقة ثقافية تتمحور حول السؤال المطروح على صفحة بنك البحرين والكويت: «شاركنا باسم آخر كتاب قرأته واربح اشتراك مع الراوي. ومسابقة «علّق واربح» كانت متزامنة مع الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية.

لم أربح فهذا «صح»، وليتني لم أعلق باسم الرواية التي كانت في بالي حينها، فأعتقد أنه «الأصح»! فقد تعرضت إلى استجواب من بعض الأشخاص الذين أعرفهم وكأنه كُشف مستور أو ارتكبت إثماً عظيماً، لسبب اسم الرواية المعنون بها مقالي هذا. كيف لا؟ وهي كانت الحدث ومحور تفكير وهجوم مفرط لدى بعضهم.

لكم أن تتخيلوا أعزائي نوع الأسئلة التي اُستِنطِقتُ بها، ولا أنكر علامات التعجب والاستفهام الكثيرة التي كانت مرافقة؟!! مَيّ ما هو دينك وأصلك، الحين عرفنا انتماءك ونشأتك. وغيرها الكثير من الأسئلة المزعجة والتحليلات العارية عن الصحة، ولا أنسى سيدة كتبت لي «قل لي ماذا تقرأ أقُل لك من أنت!» وكان جوابي واحداً لا ثانيَ لهما: هل قرأتِ الرواية؟ لأسمع الجواب الأكثر استفزازاً «العنوان كفيل أن يخبرني عما تحويه».

ومن هنا لا بد وأن نقول أمراً في غاية الأهمية؛ إن الوعي الفكري والمعرفي لا يقل أهمية عن العلم. إننا في مجتمعاتنا العربية لا نعاني حقيقة من فقر العلم والقراءة والكتابة فحسب، ولكن نحن محاطون بجهل ثقافة الحوار الراقي أحياناً وأميّة فهم الطرف الآخر أحياناً أخرى. ليتمحور تخصصنا في إبرام الأحكام المسبقة دون أن نكلّف أنفسنا عناء البحث، وفلسفتنا القائمة في إقحام خشمنا بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، علماً أن معرفتنا لها لن يزيدنا غبطة ورفعة بل سنعتبر من عداد الحشورين.

فعلى بالي أن أوجه رسالة إلى كلّ مربٍ سواء كان ولي أمر أو معلماً؛ برجاء ازرعوا في أبنائنا ثقافة احترام الآخر، وثقافة التفكير 100 مرة قبل التفوه بأشياء تسيء لنا قبل الآخرين لنضمن مستقبلاً مشرقاً جميلاً.