قال تقرير «كامكو إنفست» إن أسعار النفط عادت للتداول فوق حاجز 70 دولار للبرميل بعد تداوله لفترة وجيزة دون مستوى الدعم الرئيسي في منتصف شهر أغسطس 2021 مدفوعاً بصفة رئيسية بالمكاسب المستمرة في أعقاب إعصار أيدا الذي أثر على سلسلة توريد النفط في الولايات المتحدة.
وبدأ الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط في التراجع خلال شهر سبتمبر 2021 على خلفية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال القادمة من اثنين من أكبر مستهلكي النفط الخام على مستوى العالم وهما تحديداً الولايات المتحدة والصين، مما أثر على معنويات الطلب على النفط. وسلطت البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة الضوء على المخاوف الاقتصادية في ظل ضعف فرص العمل. من جهة أخرى، أثرت المخاوف المتعلقة بتزايد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في آسيا على توقعات الطلب العالمي على النفط.
وأضاف التقرير: «كان لإعصار أيدا، الذي وصل إلى اليابسة بنهاية أغسطس 2021، تأثيراً شديداً على إنتاج النفط وأنشطة التكرير وخطوط الأنابيب، إذ أثرت العاصفة المصنفة من الفئة الرابعة على حوالي 94 في المائة من إنتاج النفط والغاز البحري في خليج المكسيك. وظلت المنشآت النفطية مغلقة لفترة طويلة ولم يتم استئنافها إلا جزئياً خلال الأسبوع الأول من سبتمبر 2021. وأثرت عملية الاستعادة البطيئة لأنشطة الأعمال على 1.72 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط و2.01 مليار قدم مكعب يومياً من إنتاج الغاز الطبيعي. كما أدى إغلاق المصافي إلى ارتفاع أسعار البنزين المحلية في الولايات المتحدة».
وفي الصين، استمر تراجع الطاقة الإنتاجية للمصافي نتيجة للتحقيقات حول تداول حصص واردات الخام وكذلك صيانة المصافي. من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن إعصار تشانثو قد أثر على عمليات الموانئ في تشوشان التي تضم بعض أكبر صهاريج تخزين النفط وأكبر المصافي في الصين. وظلت البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين مختلطة كما لاحظنا على صعيد الصادرات التي سجلت نمواً في أغسطس 2021، إلا انها كانت سلبية بصفة عامة مما يشير إلى تعثر عملية التعافي. وانعكس ذلك بالفعل في بيانات النشاط الصناعي لشهر أغسطس 2021 والتي سجلت تباطؤاً شديداً لتصل بذلك إلى أدنى المستويات المسجلة منذ فبراير 2020. من جهة أخرى، كانت الانعكاسات على قطاع الخدمات أكثر حدة مما أدى إلى انكماش أدائه على خلفية تزايد حالات الإصابة مؤخراً بفيروس كوفيد-19، الأمر الذي أثر على أداء الاقتصاد الكلي. كما تأثر الاقتصاد أيضا بارتفاع أسعار المواد الخام وتباطؤ القطاع العقاري.
وسعياً منها لاحتواء الأسعار المرتفعة وتأثيرها على التضخم المحلي، استغلت كلا من الولايات المتحدة والصين احتياطيات النفط الخام الاستراتيجية. وفي خطوة غير مسبوقة، لجأت الصين للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي للمرة الأولى لخفض الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، أشار البيان الرسمي إلى استمرار التدخل في المستقبل لتحقيق توازن السوق واستقرار العرض والطلب من خلال المزادات العلنية.
في تلك الاثناء، أظهرت بيانات إنتاج النفط الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضاً قياسياً في إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة نتيجة الإغلاقات الناجمة عن إعصار أيدا. ووفقاً للتقرير، تراجع إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً إلى 10 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر 2021. ويعتبر هذا أقل معدل إنتاج منذ بداية الجائحة التي أثرت سلباً على الإنتاج العام الماضي بداية من فبراير 2020. من جهة أخرى، واصل إنتاج الأوبك ارتفاعه للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في 16 شهراً عند مستوى 27.11 مليون برميل يومياً.
الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط
وتابع التقرير: «بعد تسجيل أكبر خسارة أسبوعية في تسعة أشهر في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس 2021، شهدت أسعار النفط الخام مكاسب متواصلة خلال الأسبوع الرابع من أغسطس 2021 على خلفية ضعف الدولار وحصول اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الموافقة الكاملة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تزايد آمال انتعاش الطلب على المدى القريب. وارتفعت أسعار عقود النفط المستقبلية بأكثر من 11 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس 2021، فيما يعد أكبر ارتفاع تشهده منذ يونيو 2020».
وكانت تلك المكاسب مدعومة أيضاً بالتأثير المتوقع لإعصار أيدا الذي ضرب الجانب الأميركي من خليج المكسيك. إلا أن مكاسب الأسعار بدأت في التراجع خلال سبتمبر 2021 على الرغم من تأثير الاعصار على الامدادات مما أعاد مخاوف الطلب من آسيا إلى الظهور مجدداً نتيجة لعمليات الإغلاق في العديد من الدول الآسيوية لمواجهة تفشي سلالة دلتا المتحورة. واعتبرت الأسواق خفض السعودية لسعر البيع الرسمي للمصافي الاسيوية كعلامة على تباطؤ وتيرة نمو الطلب في آسيا، على الرغم من أن أسعار عملاء المملكة من أوروبا والولايات المتحدة ظلت ثابتة. إلا انه على الرغم من تذبذب الأسعار خلال الشهر، إلا أن مؤشرات أسعار النفط تخطت مستوى 70 دولار للبرميل في المتوسط خلال شهر أغسطس 2021. وبلغ المتوسط الشهري لمزيج خام برنت 70.8 دولار للبرميل، بتراجع شهري بلغت نسبته 5.6 في المئة، فيما يعتبر أكبر انخفاض شهري في 11 شهراً. وكان الانخفاض في درجات خام الأوبك وخام النفط الكويتي أقل قليلاً بنسبة 4.4 في المئة و3.7 في المئة ليصل في المتوسط إلى 70.3 دولار للبرميل و 71.1 دولار للبرميل، على التوالي.
وفي ذات الوقت، كان تأثير إعصار أيدا أكثر خطورة مما كان متوقعاً، حتى عند مقارنته بالأعاصير السابقة. وكان الانخفاض القياسي في إنتاج النفط الأميركي خلال الأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر 2021 مصحوباً بسحب مخزونات فئات المنتجات المختلفة. كما شهد الأسبوع أيضاً أكبر انخفاض أسبوعي في عدد منصات النفط في الولايات المتحدة منذ مايو 2020. ووفقاً لبيكر هيوز، انخفض عدد منصات الحفر إلى 394 منصة، إلا أن اضافة 7 منصات خلال الأسبوع الماضي دفع العدد الإجمالي مرة أخرى فوق مستوى 400 منصة ليصل إلى 401 منصة حفر.
ووفقاً للبيانات الرسمية الأسبوعية، تراجعت مخزونات البنزين بأكثر من 7 ملايين برميل، فيما انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.53 مليون برميل إلى 424 مليون برميل، فيما يعد أدنى مستوى يصل إليه المخزون منذ أكتوبر 2019. وبذلك تكون مستويات المخزون تتبعت السحب من المخزون الخام للأسبوع الخامس على التوالي، وتراجع مستويات المخزون على مدار 16 من أصل 19 أسبوع في الفترة السابقة.
وأشار التقرير إلى أن أوبك أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير للعام 2021 بنمو 6 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 96.7 مليون برميل يومياً، وذلك على الرغم من أن التقديرات المستندة إلى البيانات ربع السنوية خضعت لتأثير مغاير. ووفقاً للتقرير الشهري، تم رفع تقديرات الطلب للربع الثالث من العام 2021 بناءً على مرونة الطلب بدعم من مؤشرات حركة التنقل الإيجابية خاصة في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقابل ذلك التعديل التصاعدي مراجعة هبوطية لتوقعات الطلب في الربع الرابع من العام 2021 فيما يعزى بصفة رئيسية لزيادة حالات الإصابة بالفيروس. ونتيجة لذلك، خفضت الأوبك تقديرات الطلب للنصف الثاني من العام 2021 والتي من المتوقع الآن أن يتم رفعها في النصف الأول من العام 2022. وبالنسبة للعام 2022، شهدت توقعات الطلب على النفط مراجعة صعوديه حادة بمقدار 0.9 مليون برميل يومياً بدعم من ثبات آفاق نمو الاقتصاد العالمي وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز توقعات نمو الطلب. حيث من المتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً ليتخطى في المتوسط أكثر من 100 مليون برميل يومياً ليصل إلى 100.8 مليون برميل يومياً مخترقاً مستويات ما قبل الجائحة.
عرض النفط
أفاد تقرير «كامكو إنفست» بأن إنتاج العالم من السوائل النفطية انخفض هامشياً بمقدار 0.03 مليون برميل يومياً في أغسطس 2021 ووصل إلى 95.69 مليون برميل يومياً في المتوسط. ويعكس الانخفاض بصفة رئيسية تراجع الإنتاج من خارج الأوبك خلال الشهر بمقدار 0.18 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 68.93 مليون برميل يومياً. ولاحظنا هذا الانخفاض في المقام الأول في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض الإنتاج في أميركا الشمالية بسبب الاضطرابات الناجمة عن إعصار أيدا. من جهة أخرى، ارتفع الإنتاج من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.17 مليون برميل يومياً في أغسطس 2021. وأدى ارتفاع إنتاج الأوبك إلى تسجيل نمو هامشي في حصتها السوقية لتصل إلى 28.0 في المئة.
وخفضت الأوبك توقعات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2021 في تقريرها الشهري الأخير بنحو 0.17 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع الآن أن تصل امدادات المجموعة إلى 63.85 مليون برميل يومياً هذا العام بنمو سنوي قدره 0.92 مليون برميل يومياً. وعكست المراجعة تنقيحاً تنازلياً قدره 0.5 مليون برميل يومياً لبيانات المعروض النفطي للربع الثالث من العام 2021 بسبب الانقطاعات التي شهدها إنتاج أميركا الشمالية في أعقاب حريق في منصة بحرية في المكسيك وكذلك الانقطاعات الناجمة عن إعصار أيدا. كما تم أيضاً خفض تقديرات الإنتاج من بحر الشمال للربع الثالث من العام 2021. من جهة أخرى، تم الإبقاء على توقعات نمو العرض من خارج الأوبك للعام 2022 دون تغيير عند مستوى 2.9 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 66.8 مليون برميل يومياً.
إنتاج الأوبك
شهد إنتاج الأوبك من النفط ارتفاعاً للشهر الرابع على التوالي بعد أن رفع معظم المنتجين إنتاجهم خلال الشهر وفقاً لاتفاقية الأوبك وحلفائها. وأظهرت البيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ زيادة إنتاج الأوبك بمقدار 290 ألف برميل يومياً ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في 16 شهراً وصولاً إلى 27.1 مليون برميل يومياً. وكان نمو الإنتاج وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية أكثر تواضعاً، إذ بلغ 151 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 26.76 مليون برميل يومياً. وسجلت السعودية والعراق، أكبر منتجي الأوبك، أكبر زيادة شهرية في الإنتاج، بينما سجلت نيجيريا أكبر انخفاض. وأظهرت بيانات وكالة بلومبيرغ زيادة منتجي الأوبك الإنتاج بإضافة نحو 1.9 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة الماضية. ونتيجة لذلك، بلغت الطاقة الإنتاجية الفائضة للمجموعة 7.4 مليون برميل يومياً مقابل 9.2 مليون برميل يومياً بنهاية العام الماضي. وأعلن أكبر خمسة منتجين في المجموعة عن بلوغ الطاقة الانتاجية الفائضة إلى 6 مليون برميل يومياً وفقاً لبيانات الإنتاج الخاصة بشهر أغسطس 2021.
وشهد شهر أغسطس 2021 أول زيادة في الإنتاج المخطط له بمقدار 400 ألف برميل يومياً والتي سينفذها منتجو الأوبك حتى نهاية العام. وفي اجتماع عقد في بداية سبتمبر 2021، أعلن أعضاء الأوبك أن المجموعة ستلتزم بخطتها الأصلية لزيادة إنتاج النفط تدريجياً كل شهر بإضافة 2 مليون برميل يومياً بنهاية العام. وجاء ذلك على الرغم من صدور عدد من التقارير التي أفادت قيام الولايات المتحدة بحث الأوبك على زيادة الإنتاج بهدف احتواء تزايد الأسعار.
{{ article.visit_count }}
وبدأ الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط في التراجع خلال شهر سبتمبر 2021 على خلفية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال القادمة من اثنين من أكبر مستهلكي النفط الخام على مستوى العالم وهما تحديداً الولايات المتحدة والصين، مما أثر على معنويات الطلب على النفط. وسلطت البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة الضوء على المخاوف الاقتصادية في ظل ضعف فرص العمل. من جهة أخرى، أثرت المخاوف المتعلقة بتزايد حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في آسيا على توقعات الطلب العالمي على النفط.
وأضاف التقرير: «كان لإعصار أيدا، الذي وصل إلى اليابسة بنهاية أغسطس 2021، تأثيراً شديداً على إنتاج النفط وأنشطة التكرير وخطوط الأنابيب، إذ أثرت العاصفة المصنفة من الفئة الرابعة على حوالي 94 في المائة من إنتاج النفط والغاز البحري في خليج المكسيك. وظلت المنشآت النفطية مغلقة لفترة طويلة ولم يتم استئنافها إلا جزئياً خلال الأسبوع الأول من سبتمبر 2021. وأثرت عملية الاستعادة البطيئة لأنشطة الأعمال على 1.72 مليون برميل يومياً من إنتاج النفط و2.01 مليار قدم مكعب يومياً من إنتاج الغاز الطبيعي. كما أدى إغلاق المصافي إلى ارتفاع أسعار البنزين المحلية في الولايات المتحدة».
وفي الصين، استمر تراجع الطاقة الإنتاجية للمصافي نتيجة للتحقيقات حول تداول حصص واردات الخام وكذلك صيانة المصافي. من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن إعصار تشانثو قد أثر على عمليات الموانئ في تشوشان التي تضم بعض أكبر صهاريج تخزين النفط وأكبر المصافي في الصين. وظلت البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين مختلطة كما لاحظنا على صعيد الصادرات التي سجلت نمواً في أغسطس 2021، إلا انها كانت سلبية بصفة عامة مما يشير إلى تعثر عملية التعافي. وانعكس ذلك بالفعل في بيانات النشاط الصناعي لشهر أغسطس 2021 والتي سجلت تباطؤاً شديداً لتصل بذلك إلى أدنى المستويات المسجلة منذ فبراير 2020. من جهة أخرى، كانت الانعكاسات على قطاع الخدمات أكثر حدة مما أدى إلى انكماش أدائه على خلفية تزايد حالات الإصابة مؤخراً بفيروس كوفيد-19، الأمر الذي أثر على أداء الاقتصاد الكلي. كما تأثر الاقتصاد أيضا بارتفاع أسعار المواد الخام وتباطؤ القطاع العقاري.
وسعياً منها لاحتواء الأسعار المرتفعة وتأثيرها على التضخم المحلي، استغلت كلا من الولايات المتحدة والصين احتياطيات النفط الخام الاستراتيجية. وفي خطوة غير مسبوقة، لجأت الصين للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي للمرة الأولى لخفض الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، أشار البيان الرسمي إلى استمرار التدخل في المستقبل لتحقيق توازن السوق واستقرار العرض والطلب من خلال المزادات العلنية.
في تلك الاثناء، أظهرت بيانات إنتاج النفط الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضاً قياسياً في إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة نتيجة الإغلاقات الناجمة عن إعصار أيدا. ووفقاً للتقرير، تراجع إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً إلى 10 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر 2021. ويعتبر هذا أقل معدل إنتاج منذ بداية الجائحة التي أثرت سلباً على الإنتاج العام الماضي بداية من فبراير 2020. من جهة أخرى، واصل إنتاج الأوبك ارتفاعه للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في 16 شهراً عند مستوى 27.11 مليون برميل يومياً.
الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط
وتابع التقرير: «بعد تسجيل أكبر خسارة أسبوعية في تسعة أشهر في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس 2021، شهدت أسعار النفط الخام مكاسب متواصلة خلال الأسبوع الرابع من أغسطس 2021 على خلفية ضعف الدولار وحصول اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الموافقة الكاملة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تزايد آمال انتعاش الطلب على المدى القريب. وارتفعت أسعار عقود النفط المستقبلية بأكثر من 11 في المئة خلال الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس 2021، فيما يعد أكبر ارتفاع تشهده منذ يونيو 2020».
وكانت تلك المكاسب مدعومة أيضاً بالتأثير المتوقع لإعصار أيدا الذي ضرب الجانب الأميركي من خليج المكسيك. إلا أن مكاسب الأسعار بدأت في التراجع خلال سبتمبر 2021 على الرغم من تأثير الاعصار على الامدادات مما أعاد مخاوف الطلب من آسيا إلى الظهور مجدداً نتيجة لعمليات الإغلاق في العديد من الدول الآسيوية لمواجهة تفشي سلالة دلتا المتحورة. واعتبرت الأسواق خفض السعودية لسعر البيع الرسمي للمصافي الاسيوية كعلامة على تباطؤ وتيرة نمو الطلب في آسيا، على الرغم من أن أسعار عملاء المملكة من أوروبا والولايات المتحدة ظلت ثابتة. إلا انه على الرغم من تذبذب الأسعار خلال الشهر، إلا أن مؤشرات أسعار النفط تخطت مستوى 70 دولار للبرميل في المتوسط خلال شهر أغسطس 2021. وبلغ المتوسط الشهري لمزيج خام برنت 70.8 دولار للبرميل، بتراجع شهري بلغت نسبته 5.6 في المئة، فيما يعتبر أكبر انخفاض شهري في 11 شهراً. وكان الانخفاض في درجات خام الأوبك وخام النفط الكويتي أقل قليلاً بنسبة 4.4 في المئة و3.7 في المئة ليصل في المتوسط إلى 70.3 دولار للبرميل و 71.1 دولار للبرميل، على التوالي.
وفي ذات الوقت، كان تأثير إعصار أيدا أكثر خطورة مما كان متوقعاً، حتى عند مقارنته بالأعاصير السابقة. وكان الانخفاض القياسي في إنتاج النفط الأميركي خلال الأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر 2021 مصحوباً بسحب مخزونات فئات المنتجات المختلفة. كما شهد الأسبوع أيضاً أكبر انخفاض أسبوعي في عدد منصات النفط في الولايات المتحدة منذ مايو 2020. ووفقاً لبيكر هيوز، انخفض عدد منصات الحفر إلى 394 منصة، إلا أن اضافة 7 منصات خلال الأسبوع الماضي دفع العدد الإجمالي مرة أخرى فوق مستوى 400 منصة ليصل إلى 401 منصة حفر.
ووفقاً للبيانات الرسمية الأسبوعية، تراجعت مخزونات البنزين بأكثر من 7 ملايين برميل، فيما انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.53 مليون برميل إلى 424 مليون برميل، فيما يعد أدنى مستوى يصل إليه المخزون منذ أكتوبر 2019. وبذلك تكون مستويات المخزون تتبعت السحب من المخزون الخام للأسبوع الخامس على التوالي، وتراجع مستويات المخزون على مدار 16 من أصل 19 أسبوع في الفترة السابقة.
وأشار التقرير إلى أن أوبك أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير للعام 2021 بنمو 6 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 96.7 مليون برميل يومياً، وذلك على الرغم من أن التقديرات المستندة إلى البيانات ربع السنوية خضعت لتأثير مغاير. ووفقاً للتقرير الشهري، تم رفع تقديرات الطلب للربع الثالث من العام 2021 بناءً على مرونة الطلب بدعم من مؤشرات حركة التنقل الإيجابية خاصة في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقابل ذلك التعديل التصاعدي مراجعة هبوطية لتوقعات الطلب في الربع الرابع من العام 2021 فيما يعزى بصفة رئيسية لزيادة حالات الإصابة بالفيروس. ونتيجة لذلك، خفضت الأوبك تقديرات الطلب للنصف الثاني من العام 2021 والتي من المتوقع الآن أن يتم رفعها في النصف الأول من العام 2022. وبالنسبة للعام 2022، شهدت توقعات الطلب على النفط مراجعة صعوديه حادة بمقدار 0.9 مليون برميل يومياً بدعم من ثبات آفاق نمو الاقتصاد العالمي وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز توقعات نمو الطلب. حيث من المتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً ليتخطى في المتوسط أكثر من 100 مليون برميل يومياً ليصل إلى 100.8 مليون برميل يومياً مخترقاً مستويات ما قبل الجائحة.
عرض النفط
أفاد تقرير «كامكو إنفست» بأن إنتاج العالم من السوائل النفطية انخفض هامشياً بمقدار 0.03 مليون برميل يومياً في أغسطس 2021 ووصل إلى 95.69 مليون برميل يومياً في المتوسط. ويعكس الانخفاض بصفة رئيسية تراجع الإنتاج من خارج الأوبك خلال الشهر بمقدار 0.18 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 68.93 مليون برميل يومياً. ولاحظنا هذا الانخفاض في المقام الأول في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض الإنتاج في أميركا الشمالية بسبب الاضطرابات الناجمة عن إعصار أيدا. من جهة أخرى، ارتفع الإنتاج من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.17 مليون برميل يومياً في أغسطس 2021. وأدى ارتفاع إنتاج الأوبك إلى تسجيل نمو هامشي في حصتها السوقية لتصل إلى 28.0 في المئة.
وخفضت الأوبك توقعات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2021 في تقريرها الشهري الأخير بنحو 0.17 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع الآن أن تصل امدادات المجموعة إلى 63.85 مليون برميل يومياً هذا العام بنمو سنوي قدره 0.92 مليون برميل يومياً. وعكست المراجعة تنقيحاً تنازلياً قدره 0.5 مليون برميل يومياً لبيانات المعروض النفطي للربع الثالث من العام 2021 بسبب الانقطاعات التي شهدها إنتاج أميركا الشمالية في أعقاب حريق في منصة بحرية في المكسيك وكذلك الانقطاعات الناجمة عن إعصار أيدا. كما تم أيضاً خفض تقديرات الإنتاج من بحر الشمال للربع الثالث من العام 2021. من جهة أخرى، تم الإبقاء على توقعات نمو العرض من خارج الأوبك للعام 2022 دون تغيير عند مستوى 2.9 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 66.8 مليون برميل يومياً.
إنتاج الأوبك
شهد إنتاج الأوبك من النفط ارتفاعاً للشهر الرابع على التوالي بعد أن رفع معظم المنتجين إنتاجهم خلال الشهر وفقاً لاتفاقية الأوبك وحلفائها. وأظهرت البيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ زيادة إنتاج الأوبك بمقدار 290 ألف برميل يومياً ليصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في 16 شهراً وصولاً إلى 27.1 مليون برميل يومياً. وكان نمو الإنتاج وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية أكثر تواضعاً، إذ بلغ 151 ألف برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 26.76 مليون برميل يومياً. وسجلت السعودية والعراق، أكبر منتجي الأوبك، أكبر زيادة شهرية في الإنتاج، بينما سجلت نيجيريا أكبر انخفاض. وأظهرت بيانات وكالة بلومبيرغ زيادة منتجي الأوبك الإنتاج بإضافة نحو 1.9 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة الماضية. ونتيجة لذلك، بلغت الطاقة الإنتاجية الفائضة للمجموعة 7.4 مليون برميل يومياً مقابل 9.2 مليون برميل يومياً بنهاية العام الماضي. وأعلن أكبر خمسة منتجين في المجموعة عن بلوغ الطاقة الانتاجية الفائضة إلى 6 مليون برميل يومياً وفقاً لبيانات الإنتاج الخاصة بشهر أغسطس 2021.
وشهد شهر أغسطس 2021 أول زيادة في الإنتاج المخطط له بمقدار 400 ألف برميل يومياً والتي سينفذها منتجو الأوبك حتى نهاية العام. وفي اجتماع عقد في بداية سبتمبر 2021، أعلن أعضاء الأوبك أن المجموعة ستلتزم بخطتها الأصلية لزيادة إنتاج النفط تدريجياً كل شهر بإضافة 2 مليون برميل يومياً بنهاية العام. وجاء ذلك على الرغم من صدور عدد من التقارير التي أفادت قيام الولايات المتحدة بحث الأوبك على زيادة الإنتاج بهدف احتواء تزايد الأسعار.