الشعارات التي يرفعها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» لا تؤدي إلى حل مشكلات المواطنين الذين يقولون إنهم يعملون من أجلهم ولا تغنيهم. تلك الشعارات لا تعبر إلا عن رغبات رافعيها وأطماعهم. المواطنون الذين يستهدفهم أولئك يريدون أموراً لا تتحقق بالطرق التي يملؤون بها وسائل الإعلام والتواصل ولا بالتصريحات النارية وتوجيه الاتهامات. يكفي القول بأنه لو أن أولئك خصصوا جزءاً من الأموال التي يصرفونها شهرياً على الإعلام والدعاية لأنفسهم وتحسين معيشتهم وتميزهم، خصصوها لمساعدة من يدعون أنهم يرفعون الشعارات من أجلهم وشاركوهم في تحمل أعباء المعيشة كدفع فواتير الكهرباء وقرطاسية العام المدرسي الجديد لحصلوا على من يؤيدهم ويدافع عنهم.. ويدعو لهم بالخير.

ما طرحه أولئك ولا يزالون يرددونه عبر الفضائيات السوسة؛ الإيرانية وتلك المدعومة والممولة من قبل النظام الإيراني لا يهم المواطنين، خصوصاً بعدما انكشف الكثير من المستور خلال السنوات العشر الماضية وتيقنوا أن أولئك إنما يعملون من أجل مصالحهم الشخصية ومصالح من يدعمهم ويمولهم وتمكن من رؤوسهم، والدليل هو أن الكثيرين انفضوا من حولهم ولم يعودوا يستمعون إلى ما يقولون بل أن بعضاً من الذين كانوا معهم انفصلوا عنهم وأعلنوا أنهم أخطؤوا في حق المواطنين وحق الوطن وتحسروا واعتذروا.

ما يريده المواطنون يختلف عن الذي يريده أولئك. رافعو تلك الشعارات لم يحققوا شيئاً من الذي يريده المواطنون حتى في الفترة التي كان بإمكانهم تحقيق أمور غير ضمان «تقاعد النواب». المواطنون يريدون أن يعيشوا وأن يرتقوا بحياتهم ويطمئنوا على مستقبل أبنائهم وهذا لا يمكن أن يحدث من دون توفر الأمن والاستقرار ولا يتحقق برفع تلك الشعارات و «اللعلعة» عبر الفضائيات السوسة، ولا بإصدار البيانات التي كثرت في الآونة الأخيرة، ولا يتحقق حتى بحصول ما يريده أولئك على أرض الواقع، فالمثال الذي يؤمنون به أثبت فشله.. ولم تسعفه السنون الأربعون ليصير نموذجاً يمكن الاحتذاء به.