يفتتح معرض “تايلوس، رحلة فيما بعد الحياة” برعاية وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في متحف البحرين الوطني اليوم، ويعرض نحو 400 قطعة فنية معنية بالمقابر العديدة التي تعود لحقبة تايلوس (من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد) في محاولة لإعادة تصور مراحل الرحلة إلى الحياة الآخرة. ويستمر المعرض، المخطط إقامته إلى جانب فعاليات شهر المتاحف خلال برنامج المنامة، عاصمة الثقافة العربية، حتى 31 مايو الجاري، وسينتقل بعد ذلك إلى متحف الأرميتاج الواقع في سان بطرسبرغ، وموسكو عاصمة روسيا في نهاية يونيو المقبل. وأبدى متحف الأرميتاج، المعروف بمعياره الانتقائي ومعارضه المذهلة، اهتماماً خاصاً بمعرض “تايلوس، رحلة فيما بعد الحياة” وذلك تقديراً لأهمية الاكتشافات التي تعود لتلك الحقبة وفهمها وسرد مراحلها. وبما أن حضارة دلمون اعتبرها السومريون فردوساً مقدساً على الأرض حيث كان الناس يستمتعون بالحياة الخالدة (ويعود ذلك لمياهها العذبة الوفيرة والحياة النباتية الخصبة)، فليس من الغريب أن تايلوس المبهرة تعكس استمراراً قوياً لسيادة فكرة الحياة الآخرة. ويُعتقد أن تايلوس كانت ميداناً مستقلاً استخدمه الأسطول اليوناني العسكري كميناء توقف في الخليج العربي، ومن المعروف أنها لعبت دوراً هاماً في انتشار الثقافة اليونانية. وبسبب ندرة المستوطنات التي تعود لحقبة تايلوس، فإن فهمنا للبيئة الاجتماعية الثقافية السائدة يكاد يعتمد كلياً على عناصر الدفن. ومن ثم فإن معرض عناصر الدفن سيُمكن الزوار من معرفة هذه الثقافة عن طريق الاطلاع على عادات وشعائر الدفن بدءاً من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد. ويربط شهر مايو 2012 بين التراث والمجتمع الأشمل إذ يعكس جهود وزارة الثقافة في تعزيز الدور الاجتماعي الهام الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمعات المحلية. وتشمل قائمة المتحدثين الضيوف مدير متحف الارميتاج ميخائيل بيوتروفيسكي، ورئيس مجلس المتاحف العالمي (ICOM) د. هانز هينز، بينما ستتناول مجموعة الفعاليات المتنوعة جميع مسارات الحياة على نحو متحف حافلة أنكيرو، وهو معرض متحرك يرتكز على معرض تايلوس، وهو مخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ7 والـ11 عاماً، حيث سيجوب الجزيرة ليعرض ثقافة الماضي الثرية. وكجزء من مبادراتها طويلة الأجل المعنية ببناء القدرات، وبالتعاون مع ICOM – Arab، تنظم وزارة الثقافة أيضاً ورشة عمل تستمر 12 يوماً لأجل موظفي المتاحف الشباب، حيث يتم خلالها تناول جوانب عديدة لأعمال وتنمية متاحف الضوء على أفضل الممارسات المتعلقة بمجموعة من الأنشطة بدءاً من عمليات الجرد والتوثيق وصولاً إلى طرق التسويق والتثقيف.