افتتح وزير الصحة صادق بن عبد الكريم الشهابي ورشة عمل علاج مرضى السكلر وذلك بحضور الوكيل المساعد لشئون المستشفيات الدكتور وليد المانع ونائب رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي ورئيس مجلس إدارة مركز أمراض الدم الوراثية الدكتورة رجاء اليوسف ورئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر زكريا الكاظم.
وتهدف أعمال الورشة التي شارك فيها نحو 40 طبيباً من أطباء الرعاية الصحية الأولية بالمراكز الصحية وعدد من المسئولين بمجمع السلمانية الطبي إلى العمل على تنفيذ عدد من أهم التوصيات الصادرة عن الوفد الطبي من "مستشفى جونز هوبكنز" الأمريكي الذي قد زار مملكة البحرين مطلع العام الحالي 2015 للإطلاع على مستوى الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر وسبل تطويرها نحو الأفضل.
وفي مستهل ورشة العمل ألقى وزير الصحة كلمة أكد خلالها على دعم وزارة الصحة التام للجهود الهادفة إلى الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لمرضى السكلر إلى جانب تطوير سبل الرعاية والتثقيف والتشخيص والعلاج لهم.
وأشار الوزير إلى أن مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) يُعد من الأمراض الشائعة بين مرضى أمراض الدم الوراثية في مملكة البحرين وكذلك دول المنطقة، وقد كان – ولا يزال- محور اهتمام القيادة في مملكة البحرين، وخير شاهد على ذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بمرضى السكلر وحثه الدائم على رعايتهم وتحقيق أفضل سبل الراحة لهم بهدف رسم البسمة وزرع الأمل والأخذ بيدهم لحياة أكثر إشراقاً وإيجابية.
وأكد الوزير مدى الجُهد الذي تبذله وزارة الصحة من خلال مؤسساتها على أداء دورها الدستوري والوطني في هذا الشأن، ومدى حرصها على وضع الخطط والاستراتيجيات والأدلة الإرشادية وتطوير البرامج الصحية الهادفة لضمان جودة الخدمات الصحية والطبية المقدمة لجميع المرضى بصفة عامة ولمرضى أمراض الدم الوراثية بصفة خاصة، فقد عملت وزارة الصحة على توفير خدمات صحية ذات جودة وتميز، وركزت على تنفيذ البرامج والمبادرات الوقائية لتقليل نسبة الإصابة بهذه الأمراض وأهمها التوعية والتثقيف الصحي، وتطبيق مشروع إجراء الفحص قبل الزواج، وفحص طلبة المدارس الثانوية بالتعاون مع جمعية أمراض الدم الوراثية إلى جانب إجراء فحوص لمختلف الفئات في المجتمع، وتقديم الاستشارة الوراثية لهذه الفئات. هذا بالإضافة إلى إنشاء العيادات التخصصية والرعاية الصحية الأولية والثانوية، والتي من خلالها يتم السعي لتقديم العلاج اللازم للأزمات الحادة للمرض ومتابعة مرضى السكلر في جميع حالاتهم المرضية والعمل على تذليل الصعاب واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنجاز كل ما يخدم هذه الفئة من المواطنين والمقيمين.
وأكد الوزير بأن من أهم المشاريع التي نفذتها الوزارة وتفخر بها هو مشروع مركز أمراض الدم الوراثية الذى يقع ضمن محيط مجمع السلمانية الطبي، والذي يُعد بحق صرحاً طبياً تأمل الوزارة من خلاله إلى توفير وسائل الرعاية والاهتمام لكافة المرضى وتخفيف معاناتهم. مشيراً بأن العمل متواصل على التنسيق مع الوزارات والجهات الحكومية المعنية كافة لدراسة احتياجات المرضى من النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وتوفير أقصى درجات الرعاية. حيث أن المركز ومنذ افتتاحه في فبراير 2014، يعمل بطاقة استيعابه لـ 65 مريضاً، ومن المتوقع افتتاح وحده الرعاية اليومية بداية يوليو 2015، لتصل قدرتها الاستيعابية إلى 22 سريراً، إذ يدار المركز من خلال فريق طبي متخصص لمتابعة كل مرضى السكلر بالبحرين. مع العلم أن عدد مرضى السكلر المسجلين بوزارة الصحة وتقدم لهم خدمات طبية وصحية بلغ حوالي 5000 مريض، ومتوسط عدد المرضى المنومين بمركز أمراض الدم ومستشفى السلمانية الطبي يصل إلى 100-120 مريضاً يومياً. أما عدد زيارات مرضى السكلر للطوارئ فيبلغ حوالي 100 زيارة يومياً.
ومع مرور عامين على افتتاح العيادة متعددة التخصصات، فقد تم تقديم خدمات طبية وصحية إلى ما يقارب 365 من الـ 5000 مريض، تم عرضهم على 9 تخصصات من مختلف المجالات الطبية ، كما عززت العيادة التعاون الكامل مع الرعاية الصحية الأولية لتوحيد علاج مرضى السكلر في سبيل تقديم العلاج الأمثل لهم .
وأشاد وزير الصحة خلال كلمته بدور القطاعين الخاص والأهلي ومساندتهما للوزارة، إلى جانب الدور الحيوي والمحوري للجمعية البحرينية لأمراض الدم الوراثية ومساندتها الدائمة لتوجهات وبرامج وخطط الوزارة، وخاصة فيما يتعلق بنشر الوعى لدى المرضى ومحاربة المرض، وإصدار الكتيبات والملصقات التثقيفية للتعريف بهذه الأمراض، بالإضافة إلى إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل والمحاضرات التثقيفية للمرضى وأهاليهم، وعمل المسابقات الثقافية بين الطلبة في المدارس. كما يتم طباعة عدد (50) ألف كتيب للتثقيف والتوعية سنوياً، توزع على المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، بهدف الوصول إلى قطاعات واسعة من الجمهور البحريني الذي أصبح - بحمد الله تعالى- على درجة عالية من الوعي والإدراك والرقي الثقافي الذي يتميز به أبناء هذا الوطن المعطاء والذي كان له الأثر الإيجابي في إنجاح هذه الجهود.
وأكد وزير الصحة بأن وزارة الصحة تولي اهتماماً كبيراً بصحة مرضى السكلر وتعمل من أجل توفير أفضل الخدمات الصحية للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم وتعزيزاً لهذا الاهتمام يتم عقد اجتماعات دورية منتظمة مع كبار المسؤولين وجميع المعنيين لبحث سبل الارتقاء بالخدمات الصحية واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة هذا المرض، وعلاجه، وتنفيذها بشكل عملي على أرض الواقع، مشيراً إلى أن جميع القرارات التي تتخذها الوزارة لا تأتي إلا بعد دراسة متأنية وبحث مع الخبراء والمختصين من داخل مملكة البحرين وخارجها، وصولاً إلى القرار الذي يثبت علمياً أنه الأفضل والأكثر فائدة للمرضى.
ومن جهتها أكدت الدكتورة رجاء اليوسف خلال كلمتها بأن الوزارة بصدد تنفيذ توصيات مستشفى جونز هوبكنز الذي قدم بعد إنتهاء زيارته للبحرين تقريراً يشتمل على عدد من التوصيات الهامة والتي تسعى وزارة الصحة إلى تطبيقها والأخذ بها خلال المرحلة القادمة لصالح الإرتقاء بالخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لمرضى السكلر والتي من ضمنها توصية إعطاء دواء "هايدروكسيوريا" للمرضى بالمراكز الصحية بعد أن كان يقتصر صرفه في السابق على مجمع السلمانية الطبي فقط.
وأشارت الدكتورة رجاء اليوسف بأن أطباء العائلة سيكون لهم صلاحية لصرف هذا الدواء الأمر الذي سيسهم في تعزيز وتطوير الخدمات المقدمة لمرضى السكلر بشكل عام.
وتوجهت اليوسف بالشكر إلى وزير الصحة لجهوده الداعمة وحرصه على الإرتقاء بكافة الخدمات المقدمة لمرضى فقر الدم المنجلي ( السكلر) في البحرين.