ترأس سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، الاجتماع الوزاري المشترك لأصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومعالي الدكتور فؤاد محمد حسين، وزير خارجية جمهورية العراق الشقيقة، وبحضور معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد اليوم في مدينة الرياض، على هامش اجتماع الدورة 149 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون.

وألقى سعادة وزير الخارجية في بداية الاجتماع كلمة أوضح فيها أن انعقاد هذا الاجتماع الوزاري يأتي تنفيذًا للتوجيهات السامية من مقام المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، الذين يؤكدون دائمًا على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية العراق الشقيقة، لما يربط بين الجانبين من علاقات تاريخية وطيدة وأواصر قربى ومصير مشترك، وهذا ما أكدت عليه قمة العلا التي عقدت في يناير الماضي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأكد سعادته على موقف مجلس التعاون الثابت تجاه جمهورية العراق والداعم لكافة المساعي الرامية إلى الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وضرورة العمل على إحلال الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق، في مواجهة العنف والتطرف والارهاب، بكافة صوره وأشكاله، منوهًا بضرورة العمل على تعزيز وتيرة التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات بما يخدم مصالح الجانبين.

وأشار سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى أن ما يربط بين مجلس التعاون وجمهورية العراق، قيادات وشعوبا، يمثل دافعًا مهمًا لمزيد من التعاون والترابط، فالتاريخ واحد، والتحديات والمصالح واحدة، والمستقبل واحد بإذن الله الواحد، ونحن مدعوون إلى العمل بشكل مكثف بخطة العمل المشترك (2019 – 2024) والسعي إلى تحديثها وتطويرها، وتفعيل ما جاء في مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2019 بين الجانبين، وتحقيق أهدافها المرجوة في شتى المجالات، لما من شأنه الارتقاء بمستوى العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون وجمهورية العراق الشقيقة.

وعبر سعادة وزير الخارجية عن اعتزاز دول مجلس التعاون بما تحقق من إنجاز في مشروع الربط الكهربائي، مشيرًا إلى أن الجانبين قطعا شوطًا كبيرًا لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، والذي سيكون له الأثر البالغ والنفع العام لما فيه خير وصالح جمهورية العراق الشقيق ودول مجلس التعاون وشعوبهما، مقدرًا ما تقوم به الجهات المعنية في كلا الجانبين وهيئة الربط الكهربائي الخليجي، من جهود ملموسة لإنجاز هذا المشروع التنموي الاستراتيجي على أكمل وجه، معربًا عن خالص الشكر والتقدير لأصحاب السعادة كبار المسؤولين في وزارات خارجية الجانبين، على جهودهم لدعم مسار التعاون السياسي الذي وصل إلى مراحل متطورة وصولاً إلى تطابق وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

من جانبه، أشار معالي الدكتور فؤاد محمد حسين، جمهورية العراق، إلى أن العراق تسعى إلى تبني مواقف للتخفيف من حدة التوترات والأزمات من خلال تغليب لغة الحوار وذلك في ضوء التحديات الراهنة وما تمر به المنطقة العربية والشرق الأوسط من أحداث وصراعات، وأزمات تستدعي تضافر الجهود لمواجهتها، وإيجاد الحلول السلمية لها، مضيفًا بأن العراق يمضي في إكمال المشاورات التي تم الاتفاق عليها من خلال توقيع مذكرة التفاهم بين جمهورية العراق ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبحث خطة العمل المشترك بين الجانبين وأن العراق يرحب بكافة المبادرات الطيبة من قبل دول المجلس لتفعيل الحوار الاستراتيجي واللجان المشتركة، ويتطلع في ذات الوقت إلى أن نرتقي بخطة العمل المشتركة مستقبلاً إلى مستوى اتفاقية استراتيجية كاملة كخطوة لتعزيز التعاون في كافة المجالات، وتوطيد العلاقات، وتعزيز المصالح المشتركة، فضلاً عن أهمية إنجاز مشروع الربط الكهربائي، وزيادة التبادل الثقافي، والاندماج العلمي بين العراق ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة وبما يساعد دولنا على الاندماج الفعلي للاقتصاد العالمي وفقاً لمبادئ الشراكة والمشاورات.