لجأ الجيش الإسرائيلي لخدعة جنّبته مواجهة مسلحة مع فلسطينيين في جنين عند إعادة اعتقال أسيرين فرا قبل أسبوعين من سجن "جلبوع".

وبحسب متحدثين عسكريين إسرائيليين فإن فرقتين كبيرتين نفذتا عملية الاعتقال في موقعين مختلفين.



فقد دفعت السلطات الإسرائيلية قوات كبيرة من الجيش إلى أحد المواقع في محافظة جنين شمالي الضفة الغربية، للفت الأنظار عن القوة التي نفذت الاعتقال فعلا.

في الأثناء كانت هناك قوة أخرى تقوم بتنفيذ الاعتقال في مكان قريب.

ويتضح من التفاصيل أن المسلحين الفلسطينيين المتأهبين في محافظة جنين لم يكونوا على علم بالموقع الذي اختبأ فيه الأسيران بمساعدة فلسطينيين اثنين.

وساد الاعتقاد لدى المسلحين بأن الأسيرين يختبآن في مخيم جنين في حين أنهما كانا فعلا على بعد كيلومترات قليلة من المخيم.

اتصال بعد طول غياب

ويفسر ذلك الاتصال الهاتفي الذي أجراه "أيهم كممجي" مع والده أثناء محاصرة قوة كبيرة من القوات الإسرائيلية للمنزل الذي تواجد فيه مع مناضل إنفيعات.

فكلاهما لم يريدان أن تتسبب مطاردتهما في سقوط قتلى وجرحى في مواجهة مع الفلسطينيين أثناء حمايتهما.

وقال والد الأسير كممجي: "وردني اتصال من رقم هاتف لا أعرفه، وجاء الصوت من الطرف الآخر: مرحبا يا والدي أنا أيهم، فقلت له: أيهم، فرد: نعم إنهم يحاصرونني في الحارة الشرقية في جنين وأنا أريد أن أسلم نفسي ومن ثم أغلق الهاتف".

وأضاف: "دعوت له الله أن يحميه، لوحده عمل ما عليه وتمكن من الوصول إلى جنين ويصمد لمدة أسبوعين، وكل الاحترام لأصحاب المنزل الذي تواجد فيه".

وأكد متحدثون إسرائيليون تعمد استخدام الخدعة.

وهو ما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف لإذاعة الجيش: "استخدمنا الخداع والتضليل في مهمة اعتقال الأسيرين نفعيات وكممجي، بالإضافة لجهود استخباراتية كثيرة ومتنوعة".

هكذا بدأت الخطة

أما الهيئة العامة للبث الإسرائيلي فقالت: "كان الأسير انفيعات في جنين لبضعة أيام الأسبوع الماضي، وبعد ورود معلومات استخبارية من الشاباك عن وجوده مع كممجي في بناية في الحي الشرقي، تقرر تنفيذ العملية خوفا من محاولة الاثنين التوجه إلى داخل مخيم جنين حيث يتواجد مسلحون هناك ويمكن ذلك أن يعرض قوات الجيش للخطر جراء حدوث اشتباكات عنيفة".

وتابعت "غادرت القوات لتنفيذ المهمة إلى المبنى حوالي الساعة 1 ليلاً، لكن أثناء تحركها وردت معلومات استخبارية عن تحركهما لمبنى آخر قريب وتم توجيه القوات هناك".

بدورها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "القوات الكبيرة التي دخلت جنين علانية نفذت عملية خداع للفت الأنظار، بينما في منطقة أخرى داهمت وحدة اليمام الخاصة والشاباك بغطاء عسكري، سرا، المبنى الذي تحصن فيه الأسيرين في شرق جنين".

وكان 6 أسرى فروا قبل أسبوعين من سجن "جلبوع" الإسرائيلي شديد التحصين، في عملية وُصفت بالهروب الهوليوودي.

وفي حين تم اعتقال 4 داخل إسرائيل فإن الأسيرين كممجي وانفيعات تم اعتقالهما في جنين بشمالي الضفة الغربية.

وقال الصحفي الإسرائيلي أمير بوخبوط: "في الجيش يجب أن يشرحوا لنا كيف يحدث بأن يكون النظام الأمني ​​بأكمله في حالة تأهب، ويتمكن أسيران أمنيان خطيران من عبور خط التماس والوصول إلى جنين".

بدوره، ذكر المفوض العام لشرطة إسرائيل يعقوب شبتاي: "منذ فرارهم، عملنا بقيادة شرطة لواء الشمال مع قوات عدة ومعززة إلى جانب الأجهزة الأمنية، في انتشار واسع للآلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود والمتطوعين".

وأضاف في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "في إطار ذلك تمت المطاردة في المجال الاستخباراتي والاستقصائي التي تلتها أنشطة مطاردة ميدانية حيث بفضل العمل المشترك مع جميع أجهزة الأمن تمكنت شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام - الشاباك والجيش من إغلاق الحلقة معًا".

واستطرد "مع مرور الوقت علمنا أن موقعهما في جنين حيث قمنا بالاستعداد لعدة أيام لهذا النشاط المعقد، والليلة بعد تلقي المعلومات التي كنا ننتظرها، تم إعطاء الإذن لنشاط القوات وفي مقدمتهم وحدة مكافحة الارهاب التابعة لشرطة إسرائيل – اليمام".

وفي بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه "خلال ساعات الليلة الماضية دخلت قوات من الجيش والشرطة والشاباك لمدينة جنين وقامت بعزل وتطويق المبنى الذي اختبئ فيه الفاران وأطلقت النار في محيطه حتى خروجهما دون مقاومة وبدون سلاح".

ووفق البيان، جرى اعتقال شخصيْن "ساعدا الأسيرين"، مشيرا إلى أنه تم نقل جميع المعتقلين للتحقيق لدى قوات الأمن.