على الرغم من انتشار صالات الرياضة وكثرتها في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من دخول رياضات جديدة تناسب الجميع وتحفز الناس على ممارستها وعلى الرغم من كثرة المطاعم المتخصصة في تحضير الأكل الصحي والإقبال عليها، إلا أن الصادم أن نسبة السمنة بيننا مرتفعة وتصل إلى 42٪! والسمنة مشكلة خطيرة وتسبب أمراضاً مزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان، وهي عوامل رئيسة في حدوث الوفيات المبكرة حسب المتخصصين.

ليس واضحاً سبب هذا الارتفاع في حالات السمنة. فهل يعود ذلك للعادات الغذائية السيئة والإفراط في تناول السكريات والنشويات أم بسبب الجينات البحرينية المتوارثة، أم بسبب حرارة الجو التي تجبر الناس على الجلوس في البيوت والقضاء على كل ما هو في الثلاجة والفرن؟!

مؤتمر أكاديمية البحرين للسمنة الذي أسدل الستار عنه للتو، تطرق لخطورة موضوع السمنة وتبعاتها وخرج بتوصيات منها تأسيس عيادات متخصصة لتشخيص وعلاج مرضى السمنة بمراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية، ووضع السمنة على قائمة الأولويات الصحية ضمن خطط مكافحة الأمراض المزمنة غير السارية لتوفير متطلبات المتابعة الدورية مع متخصصي التغذية والأدوية، أو التدخلات الجراحية والمناظير، وذلك للحد من ارتفاع معدلات السمنة بالمملكة. هذا بالإضافة إلى الحث على تبني برامج مجتمعية على نطاق واسع لتحفيز جميع أفراد المجتمع على تبني أنماط حياة صحية للوقاية والتخلص من السمنة على «غرار برنامج «تحدي المشي» الذي أطلقته جمعية السكري البحرينية».

توصيات معقولة ونرجو أن يؤخذ بها ويتم تنفيذها لكن بلاشك نحن بحاجة أيضاً إلى أن نبدأ في النظر في عروض بعض مطاعم الوجبات السريعة مثلاً التي تغري الناس بشراء كميات كبيرة من الأكل المليء بالدهون بأسعار منخفضة وأيضاً يجب التدقيق في بعض محتويات المشروبات السكرية التي يقبل عليها الأطفال والمراهقون وهذا ما فعلته بريطانيا التي فرضت قيوداً على عروض المطاعم وفرضت الضرائب على المشروبات غير الصحية.

شخصياً، لم أكن أتوقع أن نسبة السمنة لدينا بهذا المعدل المخيف خاصة وأن أعداداً كبيرة من البحرينيين يحرصون على رياضة المشي في المماشي التي أصبحت في كل مدينة وكذلك يشترك الآلاف في صالات الرياضة ويوجد غيرهم يمارسون رياضات مختلفة مثل ركوب الدراجة الهوائية التي امتلأت بهم الشوارع..! غريبة!