ذكرت أمين عام مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي سمية المير أن المركز سيقوم خلال الفترة القادمة بطرح عددٍ من البرامج الجديدة والبحوث غير التقليدية، موضحةً أن البحرين أصبحت شعاراً في مجال التعايش السلمي.

وأشارت في مداخلتها بندوة "الوطن" إلى أن البحرين حققت نجاحات عدة في جميع الجوانب سواء كانت اقتصادية أو سياسية، ولكن في مجال التعايش السلمي فأصبحت البحرين شعاراً له، وبني المركز بناء على الرؤى الملكية السديدة نموذجاً لترسيخ المبادئ الإنسانية والتعايش السلمي لكل من يبحث عن إنسانيته.

وأوضحت أن مركز الملك حمد منذ بدء تأسيسه عام 2018 بمباركة ملكية سامية أصبح منارة مشعة على مستوى العالم لنشر رسالة سامية وفق رؤية ملكية مستنيرة أساسها أن يعم السلام والوئام كافة سكان المعمورة؛ فالتسامح والتعايش جزء أصيل في مملكة البحرين وموجود في موروثنا وسمة أصيلة في جميع مكونات المملكة.



واستطاع المركز تحقيق العديد من الأهداف التي بني على أساسها خلال الثلاث سنوات الماضية، وأن نلفت أنظار العالم بتقديم المملكة كنموذج رائد للتعايش السلمي فيه احترام لجميع الحريات الدينية، وتقبل الآخر كسمة متأصلة في المجتمع، وتقديم نموذج للعيش المشترك الذي تبنته المملكة منذ قرون وليست حديثة العهد به، مثل بعض الدول التي رصدت ميزانيات هائلة لمحاولة الوصول إلى النموذج المتأصل في مجتمعنا، فنحن نسعى لتعزيز الواقع البحريني المتسامح، ونشر القيم الإنسانية السامية المتجذرة في وجدانه.

وقالت: "يعتبر إعلان البحرين هو دستور مركز الملك حمد للتعايش السلمي الذي أقيم على أساسه وكتب بحروف من ذهب كوثيقة عالمية، بناءً على توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى".

وأكدت أن ما يميز إعلان البحرين أنه لم يأت من مؤسسة مجتمع مدني أو جمعية أهلية أو سياسية، بل جاء بناءً على كلمات كتبها جلالة الملك المفدى بنفسه كقائد للسلام، حيث دشن الإعلان في جميع قارات العالم ومؤخراً في البرازيل بمباركة رئيسها.

وقالت: "كرس مركز الملك حمد جهوده على فئة الشباب وخصوصاً في جانب التعليم والمعرفة والتحول الرقمي لأنهم مرتكز المجتمع ومستقبله من أجل إبراز دور البحرين الرائد في الحوار بين الأديان وتعزيز الحريات الدينية، وتم إبرام عشرات الاتفاقيات مع الأمم المتحدة وأعرق المنظمات الدولية التي يمكن أن تخدمنا من خلال تبادل الخبرات، والاستفادة من التجارب القابلة للتنفيذ في مجتمعنا".

وأكدت أن جامعة سابينزا تقع في العاصمة الإيطالية روما وهي جامعة حكومية عريقة أنشئت منذ 1500 عام، وتقدم خدماتها في أوروبا لحوالي 120 ألف طالب.

ولفتت إلى أن كرسي الملك حمد يضم 3 مستويات: بكالوريوس في علوم التاريخ والعلوم الاجتماعية والأديان وماجستير في دراسات الأديان وبرنامج الدكتوراه في دراسة الأديان والتأملات الثقافية، ويضم الكرسي أيضاً برنامجين لصغار الطلبة سنوياً أحدهما صيفي والآخر شتوي، ويهدف الكرسي إلى صقل الطلبة وتمكينهم من استخدام أفضل الأساليب التحليلية والأدوات المنهجية لدراسة طبيعة الروابط القائمة بين مختلف الأديان ومختلف المذاهب التي تعزز التعايش السلمي.

كما تم تخريج أول طالبة دراسات عليا ولحقها العديد من الطلبة الذين اختاروا عناوين مميزة للتعايش السلمي من خلال صور واضحة، وكانت أولى الدراسات ورقة بحثية عن معبد "شريناتجي" الهندوسي في المنامة، ووضع الجالية الهندوسية في البحرين، وتم إنشاؤه منذ 200 عام وهو أول معبد في منطقة الخليج، وتلا ذلك تخرج طالب وكان لديه ورقة بحثية عن تاريخ المسيحية في البحرين، كما ناقش العديد من الطلبة مواضيع أخرى وتم عمل مقارنات بين إيطاليا والبحرين، والأخوة بين الإسلام والمسيحية.

وبينت المير أن تقديم برامج أكاديمية للعالم تتحدث عن التعايش يعتبر بوابة كبيرة لخدمة البحرين ويقدم فرصة لشباب العالم لإثراء هذا الجانب المهم، فلدينا 280 طالباً وطالبة اشتركوا في دورات متخصصة في مجال الحوار بين الأديان والتعايش السلمي، ونحن نحرص على تقديم هذه البرامج لمختلف الطلبة من مختلف الأديان وفق الرؤية الملكية السامية والنموذج البحريني الذي يقدمه المركز.

وقالت: "يوجد أكثر من 10 دول استفادت من البرامج التي يقدمها كرسي الملك حمد من خلال جامعة سابينزا العريقة مثل ألبانيا وباكستان وبولندا وإيران وغيرها".

وأوضحت المير أنه بناءً على التوجيهات الملكية السامية لعاهل البلاد المفدى، قمنا قبل أشهر بإعداد مشروع قانون جديد شامل لمكافحة خطاب الكراهية وازدراء الأديان في وسائل التواصل الاجتماعي بجميع صورها وأشكالها، حيث تسعى البحرين للمحافظة على نموذج التعايش السلمي الرائد ومراجعة ما ينشر في جميع الوسائل التقليدية والمستحدثة وألا يسمح بأن يمس صرح التعايش السلمي وألا يعكر صفو هذا التناغم بأي صورة من صور الكراهية.

وأكدت أن جلالة الملك المفدى دعا المجتمع الدولي إلى إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها بما فيها محاربة جرائم الإسلامفوبيا، ومنع استخدام وسائل الإعلام والفضاءات المفتوحة وشبكات الإنترنت في بث الشائعات أو التحريض على العنف أو التنمر أو الإرهاب أو أي شكل من أشكال الكراهية؛ فالمبادرات الملكية السامية الداعمة للتعايش ستستمر في إثراء البحرين والعالم بما فيه الخير للبشرية.

وأضافت: "تعاملنا في المركز بنظرية المنطاد وهي أن نعمل على رفع التجربة البحرينية في التعايش السلمي عالياً حتى يستطيع الجميع أن يراها، فلقد حرصت البحرين على أن تكون نموذجاً منيراً للعالم أجمع، ولقد حددنا الفئة الأهم لاهتمامنا وهم الشباب لغرس قيم المحبة والتسامح في أجيال المستقبل، معتمدين على التعليم والأمور السيبرانية من أجل إيصال الرسالة السامية".

وأكدت أن لدينا عدة برامج مثل برنامج الملك حمد للإيمان في القيادة، بالتعاون مع جامعتي كامبريدج وأكسفورد حيث نقوم بتدريس 20 شاباً وإعدادهم ليكونوا مدربين يقومون بتدريس البرنامج ونقل الخبرة للمتدربين في مراكز الشباب والقرى؛ لكي نتوسع في نقل التجربة، فإمكانات جامعتي كامبريدج وأكسفورد مشاد بها حول العالم، ويظهر هذا جلياً في تكلفة التدريب العالية لديهم.

وأيضاً هناك برنامج الملك حمد السيبراني، حيث إن العالم السيبراني الآن هو الأكثر تأثيراً في البشرية صغيراً وكبيراً وخصوصاً فئة الشباب، فيتم تقديم ساحة محاكاة يمكن أن يشترك فيها حتى 6 أفراد من كافة أنحاء العالم لعرض إحدى القضايا المهمة لمناقشة قضايا العنف أو التنمر أو الكراهية الدينية أو غيرها من القضايا، حيث يمكن مناقشتها وبحث سبل علاجها والاطلاع على تجربة الآخر وقياس آراء الشباب، وخلق وعي مستنير بين الشباب بالإطلاع على تجربة الآخر.

وبينت أنه يتم التواصل مع وزارة التربية والتعليم للتعاون معهم؛ لكي تتم إضافة برامج تفاعلية يستفيد منها البراعم والناشئة، حيث تركز على الجوانب العملية لغرس القيم الحميدة.

ومن ضمن الفعاليات التي يقوم بها المركز التواصل مع جهات إعلام خارجية ومؤسسات مجتمع مدني وتنويرهم بالوضع القائم في البحرين؛ حتى يستطيعوا الاطلاع على التجربة المستنيرة المتأصلة في جذور المملكة، فلقد تعرضت البحرين لبعض الهجمات غير المبررة والتي تجافي طبيعة السلام والتعايش السلمي الحاصل بين جميع من يعيشون بالبحرين، وليس هناك أفضل من التجربة على أرض الواقع والدعوة ستكون مفتوحة لهم للاطلاع على تجربتنا الفريدة.