منذ نعومة أظافرنا ونحن نحلم بأن نصل إلى سن الثامنة عشر، كي ننعم بالحرية والاستقلالية، ولكن طموح الاستقلالية هذا يغفل عنه لبنان الحبيب الذي عرف بشموخه وعزة أرزه منذ الأزل. فكلما زلّ بقدمه نحو الهاوية طالب وناشد الاستعانة «بالأخ الأكبر - المتمثل بدول الخليج جمعاء»، والذي يهرع إلى تقديم إعانات مادية وعينية أو تعزيز علاقات داخلية أو دعم تحالفات دولية، ولا ننسى الاستثمارات الخليجية في لبنان وعدد المغتربين اللبنانيين الذين تستضيفهم هذه الدول وتوفر لهم العيش الكريم على أراضيها.

ولكن في المقابل كان يأتي رد الجميل من لبنان على يد مخربيه والعابثين فيه متمثلاً بالسباب والشتم من خلال التصريحات التلفزيونية الفردية، والتدخل في الشؤون الداخلية، وتدريب فئة ضالة وتحريضها على إثارة أعمال الشغب والتي للأسف يقع ضحيتها الشباب والناشئة التي يتم غسل أدمغتها وتعبئتها بأمور عارية عن الصحة، وزرع المتفجرات في الأماكن الحيوية وفي مواسم الحج مثلا، وتوريد الآلاف من حبوب الكبتاجون وغيرها من المواد المخدرة غاية استهداف الشباب من أبناء هذه الدول!

حقيقة في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الحالي يناشد في خطابه الأخ الأكبر «دول الخليج»، بتقديم يد العون، كنت في الوقت عينه أشاهد بعضاً من فقرات «حفل الموريكس دور» الخاص بتكريم أهل الفن حول العالم والذي يقام في لبنان كل عام، هذا الحفل الذي سأمتنع عن ذكر ميزانيته.

جال في خاطري سؤالاً طالما رددته في سري كثيراً والآن أحب أن أطرحه على الملأ، لبنان معروف بالطبيعة الكونية التي حباه الله بها، ولا ننسى المميزات العلمية والفكرية والأدبية التي يتمتع بها شعبه والأهم من هذا كله الطاقة الفنية والغنائية ورجال الأعمال من أعلى المستويات حيث يمكننا أن نرى صراحة حياة الغنى الفاحش التي يعيشها البعض ولا ننسى الأحزاب والسياسيين الذين يورثون مقاعدهم لأحفاد أحفادهم ومسيرتهم المتواصلة في القضاء على الأخضر واليابس وما تحت الثرى: «فلماذا يتم توجيه الاستغاثة إلى البعيد في حين أن القريب يمكن أن يقوم بالواجب وزيادة؟!».

الأخ الأكبر أبداً لم يقصّر في حق لبنان وجيرانه، ولكن أعتقد أن أهل داره أولى.