«خطأ بروتوكولي» تمثل في دخول وفد نسائي بعباءات محتشمة لكن دون تغطية الرأس «لا يستحق هذه اللغة المتطرفة المعاني وقليلة التهذيب أو حتى تسمية السفارة الأمريكية بوكر الشيطان وحضارتهم بالمنحطة.. هذا خطاب متطرف ومخيف وهذه لغة متطرفين من داعش وليست لغة علماء».

كان هذا رداً واحداً من الذين اختاروا الخارج موئلاً على بيان عيسى قاسم الذي اعتمد في محاكمته الوفد النسائي الأمريكي على قراءة النوايا وتسبب في خروج البعض إلى الشارع للتعبير عن احتجاجه وغضبه.

لا يختلف اثنان على أن المأتم في البحرين وعند الشيعة في كل مكان له قدسية، والحكومة والناس هنا على اختلافهم يحترمون هذا الاعتقاد ويحرصون على عدم الدخول في هذه المساحة، فالجميع يحترم المعتقدات الدينية ويحترم الخصوصيات. وواقع الحال يؤكد أنه لم يحدث أن عمد أحد إلى جرح هذه الخصوصية.

ولأن سفارات الدول الأجنبية في كل البلدان تحرص على احترام خصوصيات البلاد التي تتواجد فيها، لذا فإنه من غير المعقول أن تكون تلك الزيارة للمأتم والتقاط صورة تذكارية فيه كانت بنية سيئة أو لغرض سياسي.

التقدير هو أن أولئك الأشخاص عبروا عن رغبتهم في زيارة أحد المآتم ونسقوا مع مسؤوليه فتم الأمر، وهو بهذا المنطق لا يتحمل إعطاءه أبعاداً كالتي أعطاها ذلك البيان وتسبب في فتح باب لا يمكن أن يأتي منه خير.

لا يمكن منطقاً قبول القول الذي ملخصه أن «دخول السافرات الأمريكيات المأتم إسقاط لوزنه»، فوزن المأتم محفوظ ولا يمكن أن يقل أو يجرح بدخول «نساء بعباءات محتشمة ولكن من دون تغطية الرأس»، وهو في كل الأحوال عمل بعيد عن الاستخفاف بالإسلام والمسلم. لهذا لم يتردد البعض عن انتقاد البيان ووصفه بالتطرف.

وعلى افتراض صحة قراءة صاحب البيان لتلك الزيارة والغاية منها فإن الأكيد هو أن المعالجة بإصدار هكذا بيان لم يكن موفقاً.. إلا إن كان الأمر مقصوداً.