ونحن نتابع استقبال الرئيس السيسي لجلالة الملك حمد حفظهما الله تساءلت إلى أي درجة نجح مسؤولونا في توظيف مثل هذه الزيارات الملكية وهذه العلاقات الثنائية مع مصر أو غيرها ممن يقوم جلالة الملك بزيارات رسمية لها لخدمة البحرين، امتداداً واستكمالاً لما يقوم به جلالته.

فجلالة الملك حمد يفتح بزياراته للدول الصديقة آفاقاً وفرصاً جديدة للتعاون والتنسيق على جميع المستويات، منتظراً أن يتحرك المسؤولون من تلقاء أنفسهم لوضع خطط وبرامج لا تقف عند الاتفاقيات والبروتوكلات التي عادة ما تنام في الأدراج فلا تتبعها تدابير تنفيذية، وليس لها من يتابعها ويتأكد أنها على المسار الصحيح.

تنتهي الزيارة ويتبادل الاثنان تصريحات الحفاوة والتكريم والتأكيد على المكانة الاستثنائية عند كلا الطرفين لبعضهما البعض وكان الله غفوراً رحيماً.

ومصر ولله الحمد تخطت زمن التعافى، اقتصادها الآن ينمو بسرعة قياسية، وبها العديد من أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية وتملك خبرات في مجالات عديدة في السياحة والصناعات الثقيلة والإعلام، ومصر كما نعلم حليف قوي للبحرين لابد من تعزيز ذلك التحالف بارتباط مصالح كما هو ارتباط أمني، أضف لذلك كما هو معلوم مصر سوق كبير ملاييني، ترى ماذا في ذهن مسؤولينا من برامج وخطط لاستثمار هذه العلاقة الثنائية المتميزة غير كلمات الثناء والتقدير؟! ماذا في أذهانهم لمساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟ ماذا في أذهانهم لاستقطاب أباطرة السياحة المصرية للبحرين؟

ليس بالضرورة أن نحصر تفكيرنا في المشاريع الكبيرة التي تتم على مستوى المصانع أو الفنادق الكبرى نحن بحاجة لتحريك اقتصاد الطبقة الوسطى المشاريع المتوسطة المبادرات التي تخدم رواد الأعمال وأذكر مثالاً هنا «ولو أنه ليس ما نسعى إليه وننشده» إنما نستخدمه كمؤشر على إمكانية الاستفادة من السوق المصرية، وهو المعسل البحريني، هو منتج لقي رواجاً في السوق المصرية.

أذكر مثالاً آخر وهوالنشاط التجاري للأخوة السوريين في مصر، لقد فتحوا بيوتاً هناك لأن مصر سوق حي ما شاء الله، والسوريون تجار بالفطرة، وحركتهم تواكب المتغيرات، عكسنا تماماً، تجارنا ينتظرون أن تلقمهم اللقمة، وليس لدى مسؤولينا أي تصور حول المساعدة وفتح الأبواب لتلك الشرائح.

هذا عن مصر وكذلك الحال بالنسبة لروسيا أيضاً فزيارة جلالة الملك حمد لها فتحت الباب للعديد من الفرص، فهل تحركات مسؤولينا تتماشى وتتسق مع جهود جلالة الملك؟

هذا المقال استكمال لموضوع أمس حول ثقل حركة المسؤولين وسرعتهم التي لا تواكب المياه التي تجري من تحت جسورنا، وعجزهم عن توظيف الفرص المتاحة.

التحالفات تتغير والثقل الاقتصادي العالمي يتغير وسرعة المتغيرات التي تجري من حولنا كبيرة، في حين أن حراكنا بطيء وتقليدي ودوام عمل مسؤولينا روتيني ونتائجه ومخرجاته تتضح من المسافة التي تبعدنا عن دائرة الحدث وقلة الاستفادة من الفرص التي تمر أمام أعيننا.