طالب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الثلاثاء، الولايات المتحدة برفع جميع أنواع العقوبات المفروضة على بلاده من أجل استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

واعتبر إسلامي خلال مقابلة مع شبكة "NHK" اليابانية، أنه "يجب على الولايات المتحدة تصحيح سياساتها الخاطئة"، مؤكداً أن واشنطن "لم تفِ بالتزاماتها وتعهداتها التي وافقت عليها في الاتفاق النووي".



وحث الولايات المتحدة على رفع جميع أنواع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي فوراً، مشيراً إلى أن "إيران ستتصرف خطوة بخطوة تماشياً مع ما تفعله الولايات المتحدة بهذا الشأن".

ويأتي ذلك بعد أيام من تحذير الولايات المتحدة إيران من الاستمرار في "التصعيد النووي"، مؤكدة استعدادها لرفع جميع العقوبات غير المتسقة معه، إذا استأنفت طهران الامتثال لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وشددت واشنطن على لسان القائم بالأعمال الأميركي في فيينا لويس بونو، حيث كانت تعقد المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي، على أن فرصة العودة للاتفاق "لن تدوم إلى الأبد".

وحذر بونو من أن استمرار هذا التصعيد النووي، وانتهاك الحدود التي فرضها الاتفاق "سيبعدنا أكثر عن مسار العودة إلى الاتفاق".

مباحثات مع الطاقة الذرية

كان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي قال، الاثنين، خلال مباحثته مع مساعد وزير الخارجية رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: لقد "تباحثنا خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تعزيز البيان المشترك الأخير الصادر في طهران".

وأضاف جروسي في تغريدة على تويتر: "بعد الاتفاق بين إيران والوكالة الذرية على بناء علاقات مبنية على الاحترام وحسن النوايا في العاصمة النمساوية فيينا، أعلنا أننا نتعاون مع بعضنا البعض في الوقت الحاضر".





وكان المندوب الإيراني لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي، قال في تصريح للصحافيين: إن "محمد إسلامي ورافائيل جروسي تباحثا بشأن التعاون المتبادل في مختلف المجالات، وناقشا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وأشار إلى أن "الجانبين أكدا أن إيران تعتبر شريكاً هاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتفقا بشأن بناء علاقات مبنية على الاحترام وحسن النوايا".

وكان إسلامي شارك الاثنين، في الاجتماع الـ 65 للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال في جانب من كلمة ألقاها في الاجتماع: "نحن عازمون على متابعة أنشطتنا وبرنامجنا النووي السلمي تماماً، ولا يمكن لأي قضية وقف الأنشطة النووية السلمية الإيرانية في إطار الضوابط الدولية".

هاجس استئناف المفاوضات

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الاثنين، أن وزراء خارجية الدول التي لا تزال أعضاء في الاتفاق النووي الإيراني سيعقدون على الأرجح اجتماعاً في الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، لمحاولة استئناف المفاوضات الرامية لإعادة الولايات المتّحدة إلى هذا الاتفاق.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قال لودريان: "سنعقد على الأرجح اجتماعاً للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، على الأغلب خلال هذا الأسبوع".

وتخوض طهران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي محادثات مباشرة في فيينا، منذ أبريل الماضي، ومع الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018 وأعادت فرض العقوبات على إيران، وهي مباحثات متوقفة منذ يونيو الماضي.

وأضاف الوزير الفرنسي أنه منذ انتُخب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، في يونيو الماضي "لم تُستأنف المفاوضات، وذلك بطلب من إيران".

وشدّد لودريان على "أهمية أن نتمكن خلال هذا الأسبوع من محاولة إطلاق ديناميكية إيجابية لاستئناف المحادثات في فيينا بشأن عودة إيران والولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن ما يهم هو "أن تُستأنف المفاوضات حتى تعود الولايات المتحدة طرفاً في الاتفاقية وتعود إيران إلى الالتزام الصارم بها".

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سيعقد، الثلاثاء، اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لحضه على استئناف المحادثات "في أسرع وقت ممكن"، مستبعداً إمكانية أن يعقد وزراء خارجية الدول الأطراف في الاتفاق اجتماعاً في نيويورك الأربعاء.

وتابع: "بعد الانتخابات طلبت الرئاسة الإيرانية الجديدة التأجيل من أجل إجراء تقييم شامل للمفاوضات وفهم أفضل لكل ما يتعلق بهذا الملف الحساس للغاية، لقد مضى الصيف بالفعل ونتوقع استئناف المحادثات قريباً في فيينا".

ومن المقرر أن يعقد عبد اللهيان اجتماعات ثنائية مع نظرائه الألماني والصيني والفرنسي والبريطاني والروسي، وزراء خارجية الدول الخمس التي ما زالت أطرافاً في الاتفاق النووي الإيراني، لكن ما من اجتماع مرتقب بينه وبين نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحسب وكالة "رويترز".