من بين زحام الحياة ومتقلبات أحوالها، قد تذبل النفس البشرية منجرفة نحو حب الوصول والتملك، عبر مراقبة أوضاع اﻵخرين وتسليط الضوء على ما لديهم.

غالباً ما ينتاب هذا الشعور اﻷشخاص عند بلوغ أشدهم، فتتسع دائرة المقارنات اﻻجتماعية مع من حولهم، لتوقعهم في فخ التسخط والتذمر، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس والتعرض للعديد من الضغوطات النفسية التي تحد من قدرات الفرد وإنجازه ﻷعماله.

كما للمقارنات أضرار اجتماعية جسيمة باعتبارها داء نفسياً خطيراً قد تتفشى من خلاله في بيئات اﻷسر والعمل والجامعات وما غير ذلك، إذا لم تتم السيطرة عليه ووضع حد له قبل تفاقمه، الكثير من المشكلات اﻻجتماعية كالخصومات واﻷحقاد والكراهية التي تخيم على تلك البيئات المجتمعية مما تعكر أجواء سيرها.



فمن أنجع الحلول لصد معضلة المقارنات وأضرارها، هو الرضا والقبول بما أتى الله تعالى لعباده من العطايا واﻷرزاق، حيث ينمي الشعور بالقناعة التي تقود صاحبها إلى الراحة النفسية والنجاح في شتى أمور الحياة.

عندما يفكر الشخص بأن يبني حياته على قواعد سليمة متسلحا بالرضا واﻻكتفاء بما قسم له الخالق مع تجديد الثناء والحمد له جل وعلا، وبما لديه من إمكانات وقدرات يسعى إلى تنميتها للوصول إلى سبيل الفلاح والرقي، ويتيقن بأنه هو الذي يستطيع صناعة حاضره بالتغلب على كافة التحديات لبناء مستقبل زاخر، دون الالتفات إلى ممتلكات اﻵخرين ومراقبتهم، فإنه يسير في خطى الاستقامة إلى دروب التوفيق والسعادة الكامنة في القناعة وحب الذات.