كشفت أزمة الغواصات الفرنسية الأسترالية أنه يمكننا صك تعريف جديد في العلاقات الدولية بما يمكن أن يسمى «دبلوماسية الغواصات»، «submarines diplomacy»، مرادف لدبلوماسية البوارج «Gunboat diplomacy» التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وسادت القرن العشرين حتى منتصفه. الدبلوماسية الجديدة يبدو أنها ظهرت وعمادها حلف الغواصات عبر هيكل مبادرة أو شراكة أو تحالف أو الاتفاق الأمني الأمريكي البريطاني الأسترالي المسمى أوكوس «Aukus»، والمهم أنه قام عبر الغواصات النووية، التي تسمى «سلاح الكبار» فهي نووية وليست كل الدول تحصل عليها او تديرها، وهو مشروع كبير مادياً وبالجهد البشري المطلوب، وهو معقد سياسياً وتقنياً وقتالياً.

سبب ظهور الحلف في تقديرنا أنه امتداد لهيكل العيون الخمس الاستخباري (Five Eyes FVEY) القائم أصلاً والذي لم يتوقف عمله بين أستراليا وكندا ونيوزلندا وبريطانيا وأمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، والمشروع أوكوس «Aukus»، رد أمريكي على التهديد الأوروبي ببناء الجيش الأوروبي، وهو تدعيم لضعف حلف الأطلسي وتهاويه بالخلافات بين تركيا وفرنسا واليونان والانسحابات المذلة للحلف من العراق وأفغانستان. وبما أن المجد للقوة البحرية كما قال الأميرال الفرد ماهان فقد رجعت الدول الكبرى لتدعيم قوتها البحرية عبر سلاح الغواصات وبناء تحالف غواصات. فالغواصات النووية تتميز بالسرعة الفائقة التي قد تصل إلى 100 كلم / ساعة للابتعاد بصورة أسرع عقب تنفيذ عملياتها الحربية أو عندما يتم اكتشافها. وسلاح الغواصات يستطيع البقاء عشرات السنين ككل أسلحة البحرية مقارنة بالطائرات والدبابات، بالإضافة إلى قدرة الاختفاء والغوص تحت سطح البحر أشهر.

ولا بد أن نشير إلى أن ما يجري يتجاوز ضجته الحالية الى مرتبة حلف عسكري، لذا يمكن تلخيص ما يجري إعلامياً على الأقل كطموح أسترالي، وجشع فرنسي وانتهازية أمريكية وهلع صيني يحركها جميعاً حنكة بريطانية.

بالعجمي الفصيح

رأيت فيما يرى النائم أن تاجر سلاح عرض على باريس أن يسوق لهم الـ12 غواصة التي رفضتها أستراليا، بدل تسويق طائرة الرافال البائسة، وفي الحلم عرضها على 6 دول مجتمعة ولكل دولة غواصتين، فهم يحبون بعضهم ويحتاجون غواصات، للتوازن مع إيران.