ما هي أقصى مدة يمكنك البقاء فيها دون النظر إلى هاتفك الذكي؟ قد تكون الإجابة الصادقة لمعظمنا هي بضع ثوانٍ أو بضع دقائق كحد أقصى. لكن لو كان السؤال متى آخر مرة قمت فيها بتحديث برنامج هاتفك الذكي، فإننا سنجد صعوبة في التذكر أو قد نتخيل فوراً الرسالة على الشاشة "ذكرني لاحقًا".

أما عن سبب تأجيل تحديث برنامج الهواتف فهو عدم رغبتنا في ترك الهاتف، والأهم من ذلك هو عدم إدراكنا لأهمية إجراء التحديثات في حينها. ومع ذلك فإننا بحاجة إلى زيادة الوعي بنقاط الضعف والثغرات التي تحدث من جراء عدم تحديث نظام الهاتف باستمرار، وخاصة في فترة ما بعد الجائحة، التي زاد فيها اعتماد الناس على الهواتف الذكية، لكنها مازالت ترغب في استخدام الهاتف لفترة أطول.



وأشار تقرير تصنيفات الثقة الصادر عن شركة كاونتربوينت للأبحاث في العام الماضي، إلى أن الاستخدام المستمر للهواتف الذكية واتصالها بالشبكة يجعلها أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية التي تزداد وتيرتها وشدتها. من هنا فإن التحديثات الأمنية والبرمجية للهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android أمرًا بالغ الأهمية.

ووفقًا لـ كاونتربوينت، فقد حازت شركة HMD العالمية، على لقب أسرع شركة من حيث تحديث نظام التشغيل للعام الثاني على التوالي، حيث غطت 94% من محفظة الهواتف وأظهرت التزامًا بالتحديثات المستمرة للبرامج، بما فيها الأجهزة ذات المستوى المبتدئ.

إن الأداء السلس وتجربة المستخدم الخالية من المتاعب والمستويات العالية من الأمان وطول عمر الجهاز هي الأسباب الكامنة وراء حاجة المستخدمين إلى تحديث أنظمة التشغيل باستمرار.

أهم 3 أسباب تدفع المستخدمين إلى تحديث برامج هواتفهم الذكية

إصلاح المشاكل: هل حصل أن أغلقت الكاميرا في الوقت الذي وجدت فيه لقطة مثالية، أم عانيت من تعطل بعض التطبيقات في كل مرة تفتحها أو بات قفل الشاشة يستغرق وقتاً أطول من المعتاد. قد تؤثر كل تلك التفاصيل على تجربتك في استخدام هاتفك الذكي. في الواقع كلما زادت مدة استخدام الهاتف، كلما زادت المشاكل الناجمة عن عدم تحديث برنامج Android باستمرار. وقد تكون المشكلة خطأ أو فشل أو خيبة أمل في التطبيق أو في دمجه مع نظام التشغيل الأساسي والذي قد يسفر عن نتائج غير متوقعة.

الأمان: ربما يكون السبب الأكثر أهمية للالتزام بتحديث البرامج في موعدها، خصوصاً أن الوقوع فريسة الاحتيال المالي في عالم مترابط بات في غاية السهولة. فقد شهدنا حالات كثيرة لسرق بيانات الهواتف الذكية بمساعدة الضحايا دون أن يدركوا ذلك، الأمر الذي عرض خصوصية بياناتهم للخطر. وغالباً ما يتعرف المتسللون على الثغرة الأمنية ويستفيدون منها من خلال كتابة رموز يتم تجميعها في برمجيات ضارة أو خبيثة. لا شك بأن التحديثات تساعد على سد الثغرات الأمنية وتقطع الطريق على المتسللين.

طول العمر: وفقًا لأحدث أبحاث المستهلكين HMDالعالمية، الشركة المطوّرة لهواتف نوكيا، وجد أن 71٪ من الناس في الإمارات العربية المتحدة يودون الاحتفاظ بهواتفهم لفترة أطول. ولا شك به بأن عدم الحرص على تشغيل ميزة تحديثات البرامج يؤدى إلى تقليل عمر أجهزة الهواتف الذكية ويؤثر سلبًا على تجربة الاستخدام.

بعبارة أخرى، إذا كان لديك علاقة مع هاتفك الذكي تجسد فكرة "أحبه، وأثق به، واحتفظ به"، فيجب أن تبحث عن العلامات التجارية التي توفر لك الشعور نفسه. لكن المدهش حقاً أن القليل من الشركات المطوّرة تدرك أهمية تحديث نظام التشغيل باستمرار.

يعتبر فهم نقاط ضعف البرامج أمراً في غاية الأهمية ولا ينبغي اعتبار التحديثات "شرًا لا بد منه" أو أمر يجب القيام به في أوقات الفراغ. فمع التحول إلى شبكة الجيل الخامس من الاتصالات 5G ، نحن نتجه نحو مستقبل تتصل فيه كل الأجهزة ببعضها من السيارات إلى الأجهزة المنزلية، وستكون الهواتف الذكية هي المركز العصبي لهذا الاتصال. وأي خطأ في استخدامها قد يكلفنا الكثير. لذا يجب أن نغير سلوك المستخدمين تجاه هذا الاعتقاد الآن.

سانميت سينغ كوتشار

نائب رئيس HMD العالمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند