كان هناك ملك عظيم بإحدى المملكات الكبرى، وفي يوم من الأيام هوجم وجيشه من قبل عدوٍ في غاية القوة والكثرة. وفي تلك المعركة لم يحالفه الحظ وأسرت مملكته وكل من فيها، واستطاع هو وبضعة من جنوده الفرار إلى غابة والنجاة بأرواحهم. أيقن الملك أن هذه هي النهاية المحتومة لتاريخه الطويل والمليء بالإنجازات، وبينما وهو ملقى على الأرض متمنياً الموت وجد عنكبوتة صغيرة تحاول بناء بيت لها، وفي كل مرة حاولت فيها البناء لم توفق، ولكنها مصرة ومازالت مصرة، حتى تمكنت في المرة الأخيرة من الانتهاء من بنائه. تعلم الملك درساً صارماً من تلك العنكبوتة الصغيرة وهو عدم الاستسلام نهائياً والمحاولة الدائمة حتى الوصول إلى الأهداف المنشودة، فأعد عدته واستطاع تكوين جيشه من جديد، ووضع خطة محكمة وهاجم عدوه واستطاع الفوز والانتصار عليه، وعاد إلى سابق عهده القديم، ووضع قانوناً صارماً بتحريم قتل العنكبوت بسائر مملكته اعترافاً بجميل تلك العنكبوتة الصغيرة التي أعطته درساً قاسياً في عدم الرضا والاستسلام بالأمر الواقع والمحاولة مهما كلف الأمر.