في 23 أكتوبر 1971 وفي تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم الأربعاء أذيع النص الآتي في كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية حول تبادل التمثيل الدبلوماسي بين المملكتين: «تدعيماً للعلاقات التاريخية المتينة القائمة بين المملكة العربية السعودية وبين دولة البحرين ورغبة من الحكومتين في إرساء قواعد التعاون بين البلدين على أساس يكفل ترسيخ أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين فقد اتفق الجانبان على تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما على مستوى السفراء، وذلك تحقيقاً للأماني السامية التي يتطلع إليها شعبا البلدين الشقيقين».

لم يكن هذا الإعلان هو بداية العلاقات البحرينية السعودية، بل هو مجرد مواكبة للأعراف الدبلوماسية وتماشٍ مع منظومة السياسات الدولية؛ فالعلاقات بين الشقيقتين تمتد إلى الدولة السعودية الأولى «1745م - 1818م» ومن ثم تواصلت العلاقة مع قيام الدولة السعودية الثانية «1891م» لتبدأ الزيارات الرسمية بينهما بداية بزيارة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها في عام 1930م حيث مكث يومين في ضيافة حاكم البحرين وشعبها.

أما الزيارة الرسمية الثانية فكانت في عام 1939م وكانت على مستوى راق من المراسم والاستقبال الجماهيري، حيث التقى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بصاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، واستمرت هذه الزيارة 5 أيام شاركت فيها الجماهير البحرينية في الاستقبال والوداع ومرافقة المواكب خلال الزيارات معربين عن فرحهم بهذه الزيارات الميمونة.

العلاقة بين البحرين والسعودية أكبر من التمثيل الدبلوماسي والأعراف الدولية؛ فهي علاقة أخوية تجمعها روابط الدين والدم والأخوة، فقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ينظر للشيخ عيسى بن علي نظرة الابن لوالده، وكان يكن له كماً كبيراً من الاحترام والتقدير احتراماً لسنه ولمواقفه المثبتة خلال مراسلاته الداعمة لتأسيس وتوحيد المملكة، وقد عاصر الملك عبدالعزيز آل سعود ثلاثة حكام من أسرة آل خليفة الكرام، هم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة «1863-1932»، والشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة «1932-1942»، والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة «1942-1961».