تجد أعداد من حيوانات وحيد القرن السوداء القليلة الباقية على قيد الحياة في العالم ملجأ لها في مساحات من الغابات تابعة لجماعات محلية شمال كينيا، في مشروع يهدف الى انقاذ هذا النوع من الانقراض وزيادة اعداده.
ولم يعد من حيوانات وحيد القرن على قيد الحياة في العالم سوى خمسة الاف، منها 684 في كينيا، ولذا قررت منظمة رانغلاند ترست ان توطن حيوانات منها في اراض تابعة لجماعات سامبورو وبورانا ورنديل المحلية، وتحت حماية هذه الجماعات.
وترى المنظمة ان هذه الوسيلة افضل من وضع الحيوانات في حدائق وطنية، ومن شأنها ان تحافظ على هذه الحيوانات، وان تعود بالفائدة على المجتمعات التقليدية.
وشكل انشاء هذه المحمية عودة لهذا النوع الحيواني المهدد الى موطنه الطبيعي، بعدما أتى الصيد غير الشرعي على آخر حيوان منها قبل عشرات السنين.
ويقول ايان كريغ المسؤول في هذا المشروع في شمال كينيا "ان السعادة التي نشعر بها بسبب عودة هذه الحيوانات مجددا الى هنا بعد ثلاثين عاما لا يمكن التعبير عنه بكلمات".
ويشرف كريغ على نقل حيوانات وحيد القرن من المحميات الخاصة في ليوا الى منطقة سيرا، على بعد 130 كيلومترا.
ويقول روبن لينديرا مدير مشروع سيرا والمسؤول عن 21 حيوان وحيد قرن اسود تعيش على مساحة تمتد على عشرة الاف و700 هكتار من الاراضي الحرجية ان استقدام هذه الحيوانات لا يفيد في المحافظة على هذا النوع فحسب، "بل انه يؤمن فرص عمل ويرفع مستوى السلامة".
ويضيف "كانت سيرا مقصدا للصوص، ولكن منذ ان قمنا بتأمين الموقع، تحسن الوضع الامني للمقيمين هنا كما للحيوانات البرية، واتاح ذلك ايضا زيادة العائدات لاننا جذبنا المزيد من السياح، وقد استفادت الجماعات المقيمة حول سيرا من ذلك، وتحسن مستواها المعيشي".
وسيرا واحدة من 33 محمية تشرف عليها جماعات تقليدية ضمن هذا المشروع. ويبلغ عدد حراسها 59 هم من سكان القرى المجاورة، يجوبون محمية حيوانات وحيد القرن الواقعة في محمية كبرى تمتد على 345 الف هكتار.
واعطي هؤلاء الحراس الحق بحمل السلاح وتوقيف من يشتبهون به.
ووحيد القرن الاسود، الذي لم يبق منه سوى خمسة الاف في كل العالم، هو من الانواع المهددة جراء الطلب المتنامي على العاج في الاسواق الاسيوية، حيث يباع الكيلوغرام الواحد باكثر من 65 الف دولار.
وفي العام 2011، اعلن اندثار وحيد القرن الاسود في افريقيا الغربية، وهو نوع من وحيد القرن الاسود.
ويقول ايان كريغ "المشكلة في كينيا ليست الصيد فقط، بل ايضا في عدم وجود مساحات. كينيا تحتاج الى محمية جديدة مثل هذه كل سنة".
وتتسع محمية سيرا لخمسة وخمسين وحيد قرن، لكن الحفاظ على سلامتها عمل مضن.
ويتتبع المسؤولون عن المحمية هذه الحيوانات حيثما ذهبت، اذ انها مزودة باجهزة لاسلكية صغيرة في قرونها، ترسل اشارات تحدد مواقعها الى مركز تحكم في ليوا يعمل على مدار الساعة.
وعلى هذا، فان كلفة مراقبة الحيوان الواحد تبلغ 880 دولارا شهريا.
وعادة ما تنقل الحيوانات الجديدة الى المحمية بعد تخديرها، وهي عملية لا تخلو من الخطر، فقد استيقظ واحد منها مرة بعد وقت قليل على تخديره، كما ان حيوانين آخرين نفقا بسبب الجفاف بعد يومين على وصولهما الى المحمية.
وقد دفع ذلك السلطات الكينية الى تعليق مؤقت لعمليات النقل.
ويقول ايان كريغ "انه امر مزعج جدا ان ترى حيوان وحيد قرن يموت، انه امر مدمر، هذه العمليات محفوفة بالخطر، ولكن لا بد منها ان اردنا انقاذ هذا النوع وزيادة عدده".