للأسف الشديد، كل الظنون الحسنة خابت تجاه تصحيح مسار قناة الجزيرة القطرية، منذ إنشائها وحتى اللحظة؛ إذ تثبت يوماً إثر يوم هذه القناة وعبر سياستها الواضحة أنها أنشئت لتكون «رمحاً» يغرس في ظهور الأنظمة والشعوب العربية، طالما هذه الدول ليسوا على مزاج من يدير هذه القناة.

استهداف البحرين بدأ منذ تأسيس هذه القناة، وهو مستمر إلى يومنا هذا، إذ بنفس مستوى التدخل الإيراني الطامع في البحرين، تبرز هذه القناة بتدخلاتها في الشؤون البحرينية الداخلية، بل وكانت منبراً مساعداً لمن أرادوا تنفيذ انقلاب صريح قبل عقد من الزمان، ومثلما فعلت بكونها منبراً تطل منه شخصيات مارست الإرهاب الدولي كأسامة بن لادن وأيمن الظواهري والبغدادي، هي اليوم منبر مسخر لمرتزقة إيران في الخارج المستخدمين في هجومهم على البحرين.

وليتها نقول مارست المهنية في نقلها للأخبار دون زيادة أو نقصان، بل وصلت المسألة للتعامل الانتقائي العدائي الواضح للبحرين، وتمادت لتصل إلى مرحلة فبركة الأخبار وتلفيق القصص وصولاً إلى وضع سيناريوهات وتمثيليات بأدوار مرتبة ومدروسة مستغلة التقدم الإعلامي لتوهم العالم بأن ما تنقله عن البحرين الحقيقة ولا شيء غيرها، بينما العاقل يعرف تماماً سياسة هذه القناة بالأخص تجاه البحرين.

مؤخراً طالعتنا القناة التي تتدخل في شؤون العالم بأسره باستثناء قطر طبعاً، طالعتنا ببرنامج «هوليوودي» يخيل لك بأنه جزء آخر لمسلسل «بريزون بريك» لكن بخلاف أنها رسمت سيناريو يصور البحرين على أنها منتهكة لحقوق الطفل، وأن سجون البحرين مكتظة بالأطفال، بل وبكل سهولة يمتلكها أي مخرج كان أوهمت الناس بأنها تملك اتصالات وتسجيلات من داخل السجون، في استعراض كاذب يخيل لك لكن بأنها ليست قناة بل فرعاً تابعاً لأقوى جهاز استخباراتي.

عموماً وزارة الداخلية البحرينية ردت على هذا الاستهداف الجديد ببيان مفصل فيه من النقاط ما يفند هذه الادعاءات، بل يذكر حقائق واضحة ومتاحة عن سجل حقوق الإنسان البحريني، وهذه الحقائق متاحة لأية جهة «محايدة» و «غير ذات أجندة خبيثة» لتطلع عليها بنفسها وبأم أعينها، وهو ما حصل بالنسبة لكثير من الجهات الخارجية، فالبحرين لا تملك شيئاً تخفيه.

لكن هذا ديدن الجزيرة القطرية الذي اعتدناه في كثير من الدول العربية التي سعت هذه القناة لبذر شقاق الفتنة الداخلية وإشعال النار فيها عبر سمومها الإعلامية ولكم في مصر وتونس خير مثال، ولا تنسوا الخصومة الفاجرة التي مارستها بحق السعودية والإمارات وحتى الكويت فيما سبق.

ليت منبر الصدق والشفافية «الجزيرة» تثبت للعالم مستوى المهنية المرتفع لديها بشأن حقوق الإنسان، وتخبرنا بما حصل بداخل قطر مؤخراً بشأن الانتخابات، ليتها تخبر العالم عن الذين تم اعتقالهم وسجنهم لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم بشأن حقوقهم المنتقصة، وليتها تخبر العالم بالأخص العالم الأجنبي الذي تكتب جرائده يومياً عن انتهاكات حقوق العمال، ليتها تخبرهم عن وضعية العمال لديها، بل هل سبق ونشرت هذه القناة شيئاً عن محاولات انقلابية داخلية حصلت وأصحابها لا يعرف لهم ذكر أو مصير؟!

نكررها للمرة المليون، في البحرين لم نعتدِ أبداً على دولة أخرى، ولم نتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، بل بلادنا تلقت طعنات غدر عديدة، وسامحت مراراً وتكراراً، لكن أن نصل لمرحلة يتم فيها استغلال صبر الحليم باستمرار التدخل في شؤونه والتطاول عليه وتلفيق القصص لتصغير منجزاته أو محوها وأن تتحول قناة تدار من نظام دولة شقيقة لمنبر يفتح أحضانه لمعادي بلادنا من مرتزقة إيران، فهنا يستحيل السكوت، ليس بالنسبة لنا فقط، بل لكل مواطن يرفض أن يرى استهدافاً عدائياً ممنهجاً بلاده ويسكت!

سؤالنا: ما هدفكم من هذا الاستهداف؟!