مما يقال ويدار في كلام الناس أصابعك مب سوى

وكذلك نقول: «إن الناس ليسوا سواء، وقدراتهم ليست سواء، ورغباتهم ليست سواء»؛ فهم يتفاوتون ويختلفون في كل شيء، سواء في الخُلق، أو القدرة ولكن العجب وأشد العجب حينما تفرض وزارة التربية والتعليم على طلابها المكفوفين مساراً معيناً واحداً ليس لهم الحق في اختيار غيره، يختارونه لدراستهم الثانوية ولا تراعي ولا تحترم رغباتهم ولا تقدر قدراتهم، فهل هذا الأمر فيه مراعاة للكفيف أو هو سلب لحقه!؟



فهناك الكثير من الطلبة المكفوفين ممن يرغب في اختيار تخصصات شتى غير القسم الأدبي والتجاري ولكن الوزارة تفرض عليهم المسار الأدبي أو المسار التجاري مستبعدين المسار العلمي وكأنهم يعتبرون الكفيف مُسجِلاً.. لا يجيد غير ولا ينفع معه سوى حفظ ما يُعَبَّأ به من الدروس ليعاد التسجيل أثناء الاختبار.

فسؤالنا للجهات المختصة المعنية: لماذا لا يتاح المسار العلمي للكفيف، ويكون مختاراً حرّاً في رغبته الدراسية واثقاً راسخاً في مسيره لا يعارضه أحد ولا يعيقه ظرف ولا يستنقص من قدراته مستنقص؟

المكفوفون يرجون من وزارة التربية أن تعيد النظر في هذا الأمر، مع تقديرنا وشكرنا لها على كل ما تقدمه من خدمات وتسهيلات للمكفوفين وتسهيل أمور دراسية كثيرة ولكننا نطمح دائماً للأفضل. علماً بأن أحد زملائنا المكفوفين قبل ثماني سنوات أصر على اختيار المسار العلمي وتخرج منه بتفوق وواصل مساره العلمي في دراسته الجامعية وتخرج منه كذلك ولم يعقه عائق، أليست هذه تجربة كافية للوثوق بالمكفوف للولوج في هذا المسار؟

عبدالله مبارك