عندما أتصفح الصحف اليومية المحلية والحسابات المختلفة والمتنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي أقرأ عدداً من البيانات والتصريحات التي تندد بمؤتمر لم يحضره سوى أفراد ليس لهم أهمية تذكر، أو ندوة لم يشاهدها غير منظميها، أو خطاب لم يسمعه سوى قائله، بينما يأتي البعض هنا ويشمر عن ذراعيه ليندد ويستنكر ويشجب وكأن ما حصل كانت ندوة عالمية وتأثيرها سيربك الوضع والاستقرار الداخلي، والواقع هو العكس تماماً، فلا هناك من يعلم بتلك الأفعال التي ليس لها أي صدى أو نتائج، ولم يكن لها تأثير أو تفاعل من الأساس.

إن ما يحدث من قبل بعض فعاليات المجتمع المدني من شخصيات شعبية أو أعضاء المجلس النيابي أو حتى من بعض الزملاء الصحفيين يعتبر ترويجاً بشكل مباشر لتلك الندوات الفاشلة، وإشهاراً لتلك الأصوات النشار التي تنعق بين الحين والآخر ولا يسمع نعيقها إلا من دفع لها وأطعمها لكي يعلو نباحها ويرتفع نعيقها لتحلل تلك الأموال التي تدفع لها، حيث إن جل المواطنين والمقيمين لا يعلمون عن تلك الندوات التحريضية إلا عندما يقرؤون استنكاراً لنائب أو بياناً لمواطن مخلص، وعندها يبدأ في عملية البحث عن تلك الندوة أو ذلك المؤتمر وتصبح العملية بعدها بمثابة الإعلان والترويج لتلك الفئة الخارجة على القانون.

قديماً قال أحد الشعراء لو كل كلب عوى القمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار، هذه الحكمة تلخص ما يجب أن يكون في التعامل مع هاربين وفارين يبحثون عن أي نافذة يطلون بها على العالم، ولكنهم يفشلون في كل مرة، ونحن وبدون قصد ومن منطلق وطني نساعدهم دون أن نعلم من خلال التنديد والاستنكار.

البحرين دولة المؤسسات والقانون، وتملك من التشريعات المتطورة والمتقدمة ما تمكن الوزارات والهيئات القانونية من الرد على أي تصريح مسيء وأي بيانات تتجنى على الدولة وإنجازاتها، لذا لا تدفعكم الحميّة للترويج لتلك الأصوات التي في الأصل لا تصل إلا عند قدم قائليها، فالأكاذيب والافتراءات التي تصدر من المرتزقة بالخارج يجب أن يرد عليها في الخارج لا في الداخل.