برئاسة استشاري جراحة المخ والأعصاب في مجمع السلمانية الطبي الدكتور الجراح نبيل حميد، تمكّن فريق طبي بحريني من إنقاذ حياة عامل آسيوي من موت محقق بعد أن اخترقت قطعة معدنية من منشار كهربائي جمجمته لتستقر داخل الدماغ.
وكان العامل الآسيوي يمارس عمله في تقطيع الرخام بواسطة منشار كهربائي دون مراعاة لوازم السلامة، إذ لم يُكن يرتدي القبعة الواقية ( هلمت) كما لم يضع النظارات المخصصة لهذا النوع من الأعمال، وقد أدى ارتفاع حرارة المنشار الكهربائي نتيجة استمرار العمل إلى كسر في المنشار، مما أدى إلى انفصال قطعة حديدية حادة قدر طولها بـ 4 سم وعرضها بـ 2 سم ناحية وجه العامل فأصابته بشكل مباشر واخترقت وجهه بالقرب من محجر العين اليمنى لتستقر في وسط الدماغ.
وكانت حالة العامل مستقرة في الساعات الأولى لنقله للمستشفى، إلا أن حالته بدأت تتدهور وأصبحت الإصابة تُشكل خطراً كبيراً على حياته. وقد قرر الفريق الجراحي بمجمع السلمانية الطبي ممثلاً بالدكتور نبيل حميد، والدكتور بسام محسن العرادي، ومعاونه الدكتور مينا ميخائيل من التدخل السريع لإجراء عملية جراحية دقيقة تم من خلالها استخراج القطعة الحديدية من داخل جمجمة ودماغ العامل وإنقاذ حياته.
وبحسب الدكتور نبيل حميد، فإن هذه العملية الجراحية الدقيقة كانت لازمة لإنقاذ حياة العامل، وقد ساعد في ذلك سرعة التدخل الجراحي وسرعة وصول المريض المصاب للمستشفى، لافتاً إلى أن حالة المريض بعد العملية مستقرة وأن دماغه لم يتعرض إلى أية تلفيات أو عطب ، وأنه يستطيع العودة لممارسة عمله بعد راحة لعدة أيام.
وتقدم الدكتور نبيل حميد بالشكر إلى الفريق الجراحي الذي ساعده في العملية بكل تفاني واخلاص وانسجام، كما وجه الشكر إلى فريق التخدير المكون من استشارية التخدير الدكتورة بثينة، واستشارية التخدير الدكتورة ندى منصوري، وأخصائي التخدير الدكتور جمال حسين، وأخصائي التخدير الدكتور جورج.
وشدد الدكتور نبيل حميد على أهمية الالتزام بشروط السلامة وأدواتها للعاملين في هذه الأجواء، مشيراً إلى أن هذه الإصابة كادت أن تودي بحياة العامل أو تؤدي إلى ضرر دائم لكن لطف الله والتدخل الجراحي السريع أدى إلى إنقاذ العامل، آملاً له سرعة الشفاء.
من جانبه ، قال أخصائي الجراحة العصبية بمجمع السلمانية الطبي الدكتور بسام العرادي إن العملية الجراحية تمت للمريض في سرعة قصوى قبل تدهور الحالة الصحية، وهذا انعكس على حالته بعد العملية، حيث أنه عاد للمارسة أعماله وحياته الطبيعية دون وجود ضرر عصبي أو شلل، كما ذكر أن مثل هذه الإصابات قد تكون في بعض الأوقات مميتة أو قد تؤدي إلى ضرر دائم وعجز كلي، ولكن لطف الله وعنايته والتدخل الجراحي السريع والدقيق أدى إلى الحصول على نتائج باهرة، منوهاً أن هذه الحالات لابد لها من العرض من خلال المجلات الطبية والمؤتمرات الطبية لأنها نادرة وتفتح المجال لدراسات مستقبلية قد تؤدي إلى تطور كبير في مجال الجراحة العصبية.