تلقيت دعوة كريمة من السفارة اليمنية في مملكة البحرين لحضور الاحتفال الذي أقامته السفارة بمناسبة الذكرى الـ59 لثورة 26 سبتمبر و58 لثورة 14 أكتوبر، وهي أعياد وطنية للجمهورية اليمنية على مدى عقود يحتفل بها اليمنيون للانتصار للجمهورية على النظام الإمامي الكهنوتي العنصري الذي نرى امتداده اليوم من خلال ميليشيات الحوثي التي تتبع ذلك النظام بفكره وأخلاقه فهم ذات السلالة التي تدين بالولاء لإيران وتتبعه بشكل أعمى عاثوا في اليمن فساداً محاولين إعادته إلى الرجعية والطائفية، لكن اليمنيين أحرار وتاريخهم التليد شاهد على ذلك فلاشك بأنهم لن يقبلوا أن يحكمهم هؤلاء الشرذمة الذين جاءوا من كهوف مران فمهما طال الزمن فإن هذا القطر العربي الذي يعود إليه أصل العرب سيعود بإذن الله إلى مكانته الحضارية المشرقة الذي تتسق مع تاريخه المجيد.

لقد كانت الكلمات والقصائد واللوحات الفنية في الحفل تشحذ الهمم وفيها من التفاؤل الكثير وإن كانت تمتزج بالحسرة على الحال الذي وصل إليه اليمن من وضع لا يخفى على الجميع منذ أكثر من سبعة أعوام طال تفاصيل حياة اليمنيين، لكن الأمل موجود رغم المعاناة المريرة بأن اليمن السعيد سيعود سعيداً بسواعد أبنائه الأحرار الذين يسطرون بنضالاتهم أروع الملاحم ويسقون تراب وطنهم بدماء الشهداء حتى النصر واستعادة اليمن من بين أيدي هذه الميليشيات الشيطانية ودحرها لتعود إلى جحورها في تلك الكهوف المظلمة في مران، فإخراج الحوثة ليست خياراً بل واجباً دينياً ووطنياً بل وعروبياً حتى يتخلص يمن العروبة والعزة من هذا الكيان الذي لم يضر اليمن فقط بل الجميع بتهديده السلام والتعايش الذي تنعم به المنطقة.

اليمن بموقعه الاستراتيجي يعتبر البوابة الجنوبية للخليج وبالتالي فالمعركة ضد الحوثي ومواجهته مصيرية حتى القضاء عليه لأنه خطر يحدق بالجميع، وهذا ما تحقق من خلال تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، فاتفاق الرياض يعتبر هو خارطة الطريق التي ستعبر من خلاله اليمن إلى بر الأمان، فأمن دول الخليج هو من أمن اليمن وهذا ما تؤكد عليه دول مجلس التعاون بدعمها الثابت للحكومة الشرعية حتى تحقيق الانتصار الكامل، وهنا نؤكد ونذكر بالموقف الشجاع من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي يؤكد مدى حرصه على عودة الشرعية إلى اليمن وهذا ما كان واقعاً بقراره إرسال قوات لتكون بجانب قوات التحالف لحفظ ووحدة وتماسك شبه الجزيرة العربية من أن تسقط في يد الإيرانيين ومن يناصرهم من الحوثيين، فاليمن هو حجر الزاوية في منظومة الأمن الخليجي.

همسة

كل الشكر والتقدير لسعادة سفير الجمهورية اليمنية الدكتور علي حسن الأحمدي وللملحق الثقافي الأستاذ آدم سيف على حسن الاستقبال وحفاوة الترحيب لجميع الحاضرين المشاركين في الاحتفال بأعياد اليمن وذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدة والراسخة في أذهان كل يمني وعربي.