^ ماذا يمكن أن يحدث في البحرين عندما يسقط النظام السوري؟ سؤال أعتقد أن الإجابة مهمة عليه الآن في خضم تداعيات الأوضاع المتدهورة والمجازر التي ترتكب داخل الأراضي السورية على يد النظام. سواء كانت الأوضاع تتجه نحو التغيير في دمشق أم لا تتجه بل تتجه للحفاظ على الأمر الواقع حالياً. المنامة ودمشق صارتا بؤرتي صراع ساخنتين في الشرق الأوسط بعد انتهاء انتقال الثورات العربية من بلد لآخر رغم إمكانية ذلك الآن ووجود فرص مستقبلية. ولكن يجب أن نفهم أن الصراع السياسي في المنامة ودمشق هو صراع له امتداد وتأثيرات إقليمية ودولية. فعلى سبيل المثال الأزمة السورية لا يمكن فهم طبيعتها إذا أدركنا أنها نتاج لصراع عدد من القوى الإقليمية (إيران، العراق، حزب الله اللبناني، تركيا، السعودية)، وعدد آخر من القوى الدولية العظمى والكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا). في حين أن الوضع في البحرين نتاج صراع مماثل بين قوى قد تكون مختلفة إلى حد ما ولكنها تسير في ذات الصراع (الولايات المتحدة، إيران، العراق، حزب الله اللبناني، السعودية). نلاحظ من المثالين أن أطراف الصراع الإقليمية والدولية متشابهة بدرجة كبيرة، وهو ما يكشف طبيعة الصراع السياسي الراهن في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فإن حسم مسارات الصراع السياسي في دمشق أو المنامة يمكن أن يؤدي إلى إحداث تغييرات جوهرية على مستوى المنطقة، وهي ليست تغييرات للنخب الحاكمة كما حدث في تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن، بل تغييرات في موازين القوى السياسية في هذه المنطقة الحيوية التي تتميز بوجود فرص كبيرة للانقسام والصراع السياسي. لذلك قد يستغرق الصراع السياسي في المنامة أو دمشق فترة زمنية أطول بكثير مما شهدته البلدان العربية الأخرى نتيجة سمة التعقيد التي يمكن أن نراها في الصراع داخل النظام السوري أو البحريني. الارتباط بين أسباب ونتائج الصراع السياسي في دمشق والمنامة كبيرة وواضحة، فعلى سبيل المثال لو تحدثنا عن سقوط النظام السوري الحاكم حالياً، فإن حزب الله اللبناني سيتراجع نفوذه وقد يغيّر أساليبه نحو أساليب أكثر عدائية وتطرفاً مما كان عليه في السابق خوفاً من فقدان النفوذ بشكل أكبر، والأمر سيمس البحرين، إذ قد يقوم الحزب بإثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار السياسي بطريقة مختلفة جديدة، كما هو الحال بالنسبة لسيناريو انتقال الأسلحة الكيميائية السورية من خلال حزب الله إلى البحرين! فرص التغيير السياسي في المنامة ودمشق تعطي المشهد السياسي في الشرق الأوسط أبعاداً مختلفة ينبغي ترقبها لأنها مؤشرات مستقبل الشرق الأوسط الجديد بعد الربيع العربي.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90