تقول لها: دائماً المميز أو الناجح في أمر ما لن تكون العراقيل والإحباطات فقط ما تعترضه بل ستكون هناك أيضاً أيادٍ خبيثة ممتدة تحاول كسره من الداخل وإيذاءه بشكل لا يعود فيها كما كان بالسابق، وجعله أمام من يحبه ويشيد به وكأنه مقصر أو مخطئ أو مختل نفسياً حتى، إلا إن كان هناك عدالة وشخص حكيم يفهم كيف يحمي هذا النوع من المميزين تحت نظام قانوني ووقائي يحميهم، وتكون لديه فطانة وهناك من سيحاول استهدافهم وإيذاءهم دائماً.

وأكملت بقولها: صديقتي أبناؤها دائماً من الأوائل كانوا على مستوى الدولة، انظري لحكمتها وفطانتها في التصرف، قبيل فترة امتحانات المنتصف والاختبارات النهائية تحرص دائماً على إيجاد نسخة من دفاتر أبنائها وبناتها لأنها تدرك أن هناك من قد يحاول تمزيقها أو سرقتها قبل يوم الامتحان حتى يفشلوا ولا يدرسوا ولا يكون لديهم وقت لاستعارة الدفتر لنقل محتوى المادة من زملائهم، فبدل أن يدرسوا يضيع الوقت في محاولة البحث عن الدفتر المسروق. لو تأملنا في إجراء صديقتها لوجدنا أنه يحمل جانباً وقائياً وحساً أمنياً بنظام «نبرز الدوى قبل الفلعه» لأنها تدرك أن كل صاحب نعمة محسود، والناس لن يتركوه في حاله إلا إن أصبح مثلهم بليداً وكسولاً أو لا يحاول دائماً التفوق والتميز والنجاح أو يكون أفضل منهم وينافسهم وفيما هو مشغول بالدراسة بشكل طبيعي هناك من يعد العدة ويترقب توقيت الإيذاء بحيث لا يأتي هذا الفعل الإجرامي إلا قبل ليلة الامتحان بيوم حتى يربكه نفسياً ومعنوياً ويجعله يفقد الأمل حتى في النجاح وهو ضامن أنه عندما يفعل ذلك لا يوجد دليل ويكون المبرر بشكل «هو من أضاع الدفتر ويريد اتهام الآخرين، هو مهمل يترك أغراضه ثم يحاول تبرير عدم رغبته بأداء الامتحان بأن دفاتره تعرضت للتمزيق والسرقة» وفي بعض الأحيان يسعون للتشكيك بعقليته وصحته النفسية فيما لو ضبط أحدهم وبيده الدفتر المسروق «هو من أعارني إياه لكنه يبدو أنه نسي!!»، والطامة تزيد لو كانت المعلمة جاهلة وغير ذكية وواعية وكان هناك أكثر من مجرم خبيث داخل الفصل يريد إيذاءه حيث يتم التعامل وفق سياسة «قلب الطاولة عليه»، «مسكين من اتهمه بسرقة الدفتر هو يغار منه ويسعى لتشويه صورته فيقوم بمنحه دفاتره وأقلامه ثم يتهمه بأنه سرقها فيقلبون سلوكهم المؤذي عليه» غالبا يفعلون ذلك حتى يشككوا حتى في سلامته العقلية والمجرم دائماً هكذا حيلته لو ضبطه أحدهم وهو يسرق ويكون الوحيد من رآه ستجده يتكلم بلغة الأطفال «يتخيل، يتوهم» ويسعى للتشكيك في مصداقيته حتى لا يفضحه»!

كما يسعى لإسقاط أموره الشخصية على شخصيته الدراسية وخلط الأوراق مثال «يدرك أن هذا الطالب أبواه مطلقان على سبيل المثال فيحاول أخذ الموضوع الشخصي هذا إلى منحنى من نوع «لأن أبويه مطلقان ويبدو أن أداءه الدراسي بدأ يتأثر لذا هو يحاول افتعال مشكلة بين الطلاب وادعاء أن دفاتره نحن من سرقناها!!!»، الطامة الأكبر أيضاً لو كانت المعلمة متواطئة معهم! لو كان لديها أبناء غير متفوقين بالمدرسة فتشعر بالاهتزاز من نجاحات أبناء الآخرين فتسعى لإسقاط إحباطها ونصيبها في الدنيا بتفريغ ذلك في الطلبة المتفوقين الذين كانت تتمنى لو كان أبناؤها مثلهم والمصيبة الأكبر لو كان لديها ابن في نفس الفصل مع التلميذ المستهدف فتسعى لمنح ابنها غير المتفوق الدرجات العليا وأن يكون الأول على حساب التلاميذ المتفوقين الذين تحاول في الخفاء دفع الطلبة لإيذائهم لخدمة مآربها الخاصة ثم تدعي أنها لا تستطيع تصديق أي طرف فيما بداخلها تدرك الحقيقة أين وبالأصل هي من تحركهم!

هل كان الإجرام ينجح في التسيد إن كان هناك معلمة مثقفة وواعية تتقي الله وتخافه وتقرأ ما بين سطور المواقف وتوفر حماية نفسية للطالب المتفوق حتى يستمر في تفوقه؟

لذا فالمعلمات الذكيات يجعلن رقابة صارمة على الفصول لأنهن ببساطة فهمن نية الخبثاء! من هذا المنطلق البسيط تبنى القوانين والأنظمة لحماية الناس، فهم نية الخبيث لحماية البريء والنظيف، وللحديث بقية..