لازالت موجة الحنق والغضب مشتعلة في الداخل القطري حتى بعد انتهاء المسرحية التي جمعت الكوميديا بالتراجيديا والتي صحى من خلالها العديد من مكونات الشعب القطري على انتماء منقوص وهوية مفقودة وعوائل منقسمة بسبب قانون عبثي حوّل الانتخابات القطرية المزعومة إلى كوميديا في الخارج وتراجيديا في الداخل.

وقائع المسرحية بدأت فور الإعلان عن نية الدولة في التحول إلى الديمقراطية، وهو تحول شكلي هدفه كأس العالم فقط لاغير، واستبشر القطريون خيراً بهذا التحول، ليصحوا بعد ذلك على واقع مرير بأن الدولة جردتهم من حقوقهم وانتقصت من جنسياتهم وانتماءاتهم وفرقتهم إلى طبقات في الوطنية والانتماء، فباتت الأسرة الواحدة فيها من هو قطري كامل وفيها من هو أقل، مما شكل صدمة في الداخل وانتكاسة حقيقية للأحلام والأمنيات التي رسموها في مخيلتهم.

واجتمعت العوائل فيما بينها لمناقشة الوضع الغريب والمريب لتصطدم بقبضة أمنية بعيدة عن الأخلاق والقوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان وبعيدة عن التصريحات التي تسوقها أذرع الإعلام القطري باهتمامها بالحريات والحقوق لتزج بكل من يسأل ويستغرب ويبدي أي امتعاض إلى غياهب السجون والمعتقلات، وبذلك تكون أضلع المسرحية قد اكتملت وأسدل الستار على الحبكة الدرامية التي وضعها المؤلف، ليتحول ما يسمى بالعرس الديمقراطي إلى تراجيديا يعيش مأساتها القبائل والعوائل القطرية.

وبمسافة ليست بالبعيدة عن السجون والمعتقلات الرسمية تقع تلك القناة التي تؤكد بأنها قناة الشعوب والمستضعفين، تقف معصوبة العينين عما يجري قربها ولا يبعد عنها سوى أمتار قليلة، تقف وأياديها ملطخة بدماء الأبرياء في الدول العربية بعد أن حرضتهم على مخالفة القوانين والأنظمة، وحولتهم إلى إرهابيين يعملون على حرق أوطانهم، تراها تقف صامتة عن من يملكون الحق وأبدوا رأيهم في دولتهم واستنكروا القوانين الجائرة التي جردتهم من حقوقهم الأصيلة وكأن الأمر لا يعنيها ولم تسمع به مطلقاً.

يوماً بعد يوم تكشف تلك الدويلة عن بشاعتها وظلمها دون حتى أن يتعنى أحد من الخارج في أن يعمل على كشف جرائمها، أفبعد كل ذلك كنتم تتوقعون أن تكون الانتخابات هناك حقيقية؟؟ أكنتم تتوقعون أن يساهم أبناء الوطن في تشريع القوانين ومحاسبة المفسدين، هل بالفعل كنتم تتوقعونها حقيقية؟!!