وكالات


صادقت منظمة الصحة العالمية على لقاح ”الملاريا“ المطور في بريطانيا، وهو أول لقاح موصى به للاستخدام على نطاق واسع في جميع أنحاء أفريقيا والذي أشاد به خبراء الصحة باعتباره لحظة محورية في المعركة ضد المرض.

ومن المأمول أن تؤدي المصادقة أمس، الأربعاء، على اللقاح _الذي طورته شركة الأدوية ”GSK“ ومقرها برينتفورد_ إلى خفض معدلات الإصابة بمرض يودي بحياة أكثر من ربع مليون طفل أفريقي دون سن الخامسة كل عام.

من جانبه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ”هذه لحظة تاريخية. إن لقاح الملاريا الذي طال انتظاره للأطفال هو تقدم كبير في مجال العلوم وصحة الطفل والسيطرة على الملاريا.“


وأضاف ”أن استخدام هذا اللقاح بالإضافة إلى الأدوات الموجودة للوقاية من الملاريا يمكن أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح الشابة كل عام“.

وتابع ”كنت أتوق إلى اليوم الذي سيكون لدينا فيه لقاح فعال ضد هذا المرض القديم والمريع.. وهذا هو ذلك اليوم.. يوم تاريخي“.

في سيق متصل، نقلت صحيفة ”التايمز“ البريطانية عن البروفيسور دانييل شاندراموهان، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي والذي ساعد في قيادة تجارب اللقاح، قوله “ يمكن إعطاء اللقاح لما يقرب من 40 مليون طفل كل عام، مع استخدامه بشكل موسمي مثل لقاح الإنفلونزا.“

وتأتي المصادقة، وهي خطوة حاسمة للحصول على مزيد من الاستثمار في إنتاج اللقاح، المعروف باسم ”RTS,S“، ونشره، بعد أكثر من ثلاثة عقود من بدء العلماء في تطويره، إذ استثمرت ”GSK“ أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني.

ووفقا لصحيفة ”التايمز“، فقد قلل اللقاح بشكل كبير من معدل الإصابة بالملاريا الحادة في دراسة شملت ما يقرب من 6 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 شهرا في بوركينا فاسو ومالي.

وفي الوقت الحاضر، يتم إعطاء الأطفال في تلك البلدان دورة من الأدوية المضادة للملاريا أربع مرات كل عام خلال موسم الأمطار للوقاية من المرض.

وأظهرت التجربة _التي نشرت في أغسطس/آب الماضي في مجلة ”نيو إنجلاند“ الطبية_ أن الجمع بين اللقاح وهذا العلاج أدى إلى انخفاض بنسبة 70% في حالات دخول المستشفى بسبب الملاريا الحادة والوفيات الناجمة عن المرض، مقارنة بمسار الأدوية وحدها. وأظهرت التجربة أيضا، وفقا لـ“التايمز“، أن اللقاح وحده كان فعالا مثل مسار الأدوية المضادة للملاريا.

من جانبها، قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية في تقرير لها ”يعمل اللقاح ضد أكثر طفيليات الملاريا فتكا، والتي تسمى (Plasmodium falciparum)، وهي أيضا الأكثر شيوعا في أفريقيا.“

وفي عام 2015، أظهرت نتائج تجربة إكلينيكية في مرحلة متأخرة أن اللقاح منع نحو 32٪ من حالات الملاريا الشديدة لدى الأطفال الصغار على مدى أربع سنوات، وهذا أقل بكثير من فاعلية التحصينات الأخرى للأطفال، بما في ذلك التطعيمات ضد الحصبة أو جدري الماء التي تزيد فاعليتها عن 90٪، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وفي ذلك الوقت، امتنعت منظمة الصحة عن التوصية بنشر اللقاح على نطاق واسع. وبدلا من ذلك، قرر خبراء الوكالة نشرها في ثلاث دول أفريقية: كينيا، وملاوي، وغانا ، لجمع المزيد من البيانات حول سلامتها وفاعليتها في بيئة الحياة الواقعية والجوانب العملية لدمجها في برامج التحصين الروتينية في مرحلة الطفولة المبكرة.

وقالت ”وول ستريت جورنال“ إن التوصية الأخيرة، الصادرة عن مجموعة الخبراء الاستشارية الإستراتيجية لمنظمة الصحة العالمية حول التحصين، استندت إلى النتائج المبكرة لتلك البرامج التجريبية.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشلي بيركيت، الذي يرأس برنامج الملاريا في مركز ”باث“ لابتكار اللقاحات وتوفيرها، ومقره سياتل والذي ساعد في تمويل اللقاح، قوله ”كما يبدو أن النتائج المبكرة من البرامج التجريبية تؤكد فاعلية اللقاح، مع انخفاض حالات الملاريا الشديدة بنسبة 30٪ بين الأطفال الذين تم تلقيحهم“.