سبق


رغم صِغَر الجناح مقارنة بالأجنحة الأخرى، ورغم أنه جناح تعريفي غير مخصص لبيع أي أعمال فكرية؛ فإنه يستقطب أعدادًا كبيرة من زوار معرض الرياض للكتاب على مدار اليوم.. إنه جناح مخطوطات الرحالة والمستشرق البولندي جوفيسكي، الذي قاده سحر الشرق وشغفه بالحصان العربي إلى القدوم لشبه الجزيرة العربية في عام 1817م؛ لإجراء عدد من الدراسات الاستشراقية والأنثروبولوجية على سكانها، وكذلك الحصان العربي؛ لكنه قرر التحول بحياته في مسار اعتقادي وفكري آخر؛ فاعتنق الإسلام وأجاد اللغة العربية، واندمج مع قبائل شمال شبه الجزيرة العربية حتى أطلقوا عليه "تاج الفخر".

وحول التجربة المثيرة للمستشرق جوفيسكي والمخطوطات التي أبدعها واعتمد على نفسه في كتابتها ورسمها؛ أوضحت المسؤولة في الجناح أسيل أسعد لـ"سبق"، أن كتاب جوفيسكي الذي يحوي المخطوطات مكتوب باللغتين العربية والفرنسية، وفي إحدى مخطوطاته رسم حصانًا عربيًّا وأرفق الرسم بشرح لجميع أجزاء الحصان ومقاساتها التقريبية؛ مشيرة إلى أنه كان مولعًا بالخيول العربية الكحيلة، وقد رسم مخطوطة أخرى لحصان من هذا النوع وكتب عليها "كحلان" قاصدًا "كحيلان" مخطئًا في كتابة الياء بسبب عدم إجادته للغة العربية إجادة تامة، كما دوّن في مخطوطة أسماء القبائل التي عاش بينها.

وبيّنت "أسيل أسعد" أن جوفيسكي رَسَم عددًا من المخطوطات، التي توثق حياة البدو وترحالهم وغزواتهم، ودوّن الألحان التي كان يسمعها من البدو في مخطوطة موسيقية، وعند ترجمتها اكتشفوا أنها ألحان عود وربابة، كما رسم مخطوطة دقيقة للمسجد الحرام بنموذجه المعماري في العهد العثماني عام 1818م، وهو العام الذي غادر فيه شبه الجزيرة العربية وعاد إلى بولندا؛ مضيفة أن جوفيسكي بدأ رحلته من شمال شبه الجزيرة العربية ثم منطقة نجد ثم الحجاز.


وأفادت بأن النسخة الأصلية من كتاب جيوفسكي موجودة في مكتبة في بولندا في خزنة تحت الأرض، وثمّن النسخة المطبوعة من كتابه 12 ألف دولار، ولا يوجد نسخ مطبوعة من النسخة الأصلية سوى 200 نسخة حول العالم.