الحرة

تحاول كوريا الجنوبية وحلفاؤها فهم ما يريد نظام كيم جونغ أون قوله، بعدما أعادت كوريا الشمالية، هذا الأسبوع، الخط الهاتفي الساخن مع جارتها.

وتعد الخطوط الساخنة وسيلة نادرة للتواصل بين الخصمين، لكن لم يتضح ما إذا كانت إعادة الاتصال بينهما ستسهل أي عودة ذات مغزى إلى المحادثات التي تهدف إلى إنهاء برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية مقابل تخفيف العقوبات الأميركية.



وبالتزمن مع إعادة الخط الساخن، أعادت بيونغيانغ تجاربها الصاروخية، حيث أجرت أربع تجارب على الأقل في أربعة أسابيع حسبما أشارت واشنطن بوست.

وفي سبتمبر الماضي، اختبرت كوريا الشمالية إطلاق صاروخ جديد أسرع من الصوت، مما يجعلها تنضم لسباق تتقدمه قوى عسكرية كبرى لنشر هذه المنظومة المتطورة من الأسلحة.

وبعد أيام من التجربة، قال كيم جونغ أون إنه مستعد لإعادة فتح خطوط الاتصال الساخنة بين الكوريتين، وذلك عقب تصريح لشقيقته التي تزداد قوة، كيم يو جونغ، بشأن استعداد بيونغيانغ لبحث عقد قمة أخرى بين الكوريتين إذا كان هناك ضمان للاحترام المتبادل بين الخصمين.

ووفقا لمقطع فيديو نشرته وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، قال مسؤول كوري جنوبي في مكالمة، الاثنين، مع نظيره الشمالي: "لم نتحدث منذ فترة طويلة".

وأضاف "نحن سعداء للغاية لاستعادة قنوات الاتصال مثل هذه. نأمل أن تتطور العلاقات بين الجنوب والشمال إلى مستوى جديد".

ومع ذلك، من الصعب فك الشيفرة الحالية لكوريا الشمالية. قد يشير ذلك حتى إلى تحول أكبر في السياسة، وفقا لما نقلته واشنطن بوست عن المحلل الإقليمي روبرت كارلين.

ويأتي استئناف الخطوط الساخنة، في الوقت الذي تعكف فيه كوريا الشمالية على تطوير نظم أسلحتها، وسط تعثر المحادثات التي تهدف إلى تفكيك ترساناتها النووية والصاروخية مقابل رفع العقوبات الأميركية.

في الوقت نفسه، يقول الخبراء إن كوريا الشمالية قد تتطلع إلى تحسين العلاقات مع سيول في المرحلة الأخيرة من ولاية الرئيس مون جاي إن والتي ستنتهي بعد الانتخابات الرئاسية في مارس.

وفي سياق آخر، قال محقق في شؤون حقوق الإنسان، تابع للأمم المتحدة، الخميس، إن الأكثر عرضة للمخاطر في كوريا الشمالية يواجهون خطر الموت جوعا بعد أن وقعت البلاد في براثن عزلة أعمق خلال جائحة كوفيد-19، وإن العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة عليها بسبب برامجها النووية والصاروخية يجب أن تخفف.

ولم تعلن كوريا الشمالية عن أي إصابات بكوفيد-19، لكنها فرضت قيودا صارمة لمنع انتشار فيروس كورونا منها إغلاق الحدود وتقييد السفر الداخلي.

وفي يونيو الماضي، قال كيم جونغ أون إن الوضع الغذائي "صعب" بسبب كوارث طبيعية العام الماضي، وأقر بأن المواطنين قدموا تضحيات أثناء الجائحة.

وفي أبريل وصف مسؤولون من كوريا الشمالية تقريرا للأمم المتحدة عن سوء التغذية بين الأطفال بأنه "كذب محض".