رويترز


تعهدت روسيا الجمعة بحماية حليفتها طاجيكستان، في حالة حدوث أي توغل عسكري من جارتها أفغانستان داخل حدودها، بعد تقارير عن إرسال البلدين قوات إلى حدودهما المشتركة، وسط حديث عن الاستعداد لاشتباكات بينهما، بحسب دبلوماسي روسي رفيع المستوى.

والطاجيك هم ثاني أكبر إثنية في أفغانستان، وتمثل غالبية السكان في بعض المناطق شمالي البلاد والقريبة من الحدود مع الجمهورية السوفييتية السابقة، طاجيكستان. وطبقاً لتقارير روسية، فإن طالبان التي تنتمي في أغلبها لإثنية البشتون، عقدت تحالفاً مع جماعات مسلحة طاجيكية تخطط للتوغل في طاجيكستان.

يأتي ذلك في غضون إعلان موسكو اعتزامها استضافة محادثات دولية بشأن أفغانستان في 20 أكتوبر الجاري.


وذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس"، أن روسيا أعلنت عزمها دعوة ممثلين عن حركة طالبان للمشاركة في المحادثات، بحسب الممثل الخاص زامير كابولوف، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل بشأن المحادثات.

"كل المساعدة المطلوبة"

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي أندري رودينكو، قوله "سنوفر كل المساعدة المطلوبة لطاجيكستان إذا اقتضت الحاجة في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي (التي تقودها موسكو)، والعلاقات الثنائية".

وأضاف رودينكو باقتضاب: "هناك تقارير بالفعل أن طالبان غير قادرة على السيطرة على الموقف (شمالي أفغانستان)، ولكننا نأمل أن يفوا بعهودهم التي قطعوها بعدم مهاجمة جيرانهم".

وكانت وزارة الخارجية الروسية، أفادت الخميس، بأن موسكو على علم بتقارير تفيد بأن طاجيكستان وأفغانستان ترسلان قوات إلى حدودهما المشتركة، وحثتهما على حل أي نزاع "بطريقة مقبولة للطرفين"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".

وقالت وكالة "رويترز" إنها لم تستطع تأكيد التقارير الروسية حول الجماعة الطاجيكية المسلحة.

واتهم الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمان، طالبان بانتهاك حقوق الإنسان خلال حصار إقليم بانجشير، حيث تمركزت القوات المعارضة لطالبان. وفي المقابل حذرت طالبان دوشنبه من التدخل في شؤونها الداخلية.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تدير قاعدة عسكرية في طاجيكستان، وتسعى لترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة المتسرع من أفغانستان، وسيطرة طالبان على البلاد.

وقبل أسبوعين، قال تكتل عسكري تقوده روسيا، إنه يعتزم إجراء مناورات كبيرة في طاجيكستان الشهر المقبل، في ظل ما وصفه بـ"الوضع المتدهور" في أفغانستان المجاورة.

وقال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو ستانيسلاف زاس، إن المجموعة ستجري عدة "تدريبات واسعة النطاق" في الدولة السوفيتية السابقة.

وطاجيكستان هي الدولة الوحيدة التي لها حدود مع أفغانستان من بين أعضاء التكتل الستة. وقالت منظمة معاهدة الأمن الجماعي في بيان مشترك، إنها تشعر بالقلق من تدهور الأمن في أفغانستان.

وكثفت روسيا المناورات العسكرية في آسيا الوسطى في الأشهر الأخيرة، منذ أن بدأت طالبان سلسلة من الهجمات الخاطفة، بلغت ذروتها بسيطرتها على كابول الشهر الماضي.

وإضافة إلى التدريبات في قيرغيزستان وطاجيكستان، العضوين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أجرت موسكو تدريبات مشتركة مع أوزبكستان، العضو السابق في التكتل، والتي تشترك في حدود طولها 144 كيلومتراً مع أفغانستان.