من الجميل أن تمتلئ شوارعنا مجدداً بإعلانات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الـ30، فأخيراً نرجع لطعم الحياة، وبعد كل هذه المسافات الذي وضعها سيد «كورونا» بين محبي الفن ومتذوقي الموسيقى، وبين حضور الحفلات الحيّة التي اعتدنا عليها وننتظرها بفارغ الصبر في هذا الموسم من كل عام، فالحياة موسيقى والموسيقى هي الحياة.

وفرحت كثيراً بإعلان حفل «تحية للفنان الراحل سلمان زيمان»، والذي نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار بعزف وأداء فرقة البحرين للموسيقى وبقيادة المايسترو خليفة زيمان والذي سيكون على مدار يومين لمنح أكبر عدد من الجمهور فرصة الحضور الحي، هذه اللفتة ليست باللفتة الأولى لهيئة البحرين للثقافة والآثار والتي يتم الاحتفاء من خلالها بذكرى شخصيات تستحق التكريم حتى في غيابها، ولأنهم تركوا بصمة فنية وثقافية في الأغنية البحرينية ستبقى أصواتهم وألحانهم خالدة عند الجمهور وإن غابت أجسادهم.

والجدير بالذكر أن الهيئة نظمت حفلات عديدة لذكرى العديد من الفنانين مثل علي بحر ومحمد علي عبدالله وغيرهم.

أبو سلام، يا بو الفعايل يا ولد، سلمان زيمان المطرب البحريني صاحب الابتسامة الدائمة، إني أتذكر جيداً في آخر حفل أحياه مع الفنان أحمد الجميري وذلك في ديسمبر 2019 احتفاء بخمسينية أسرة الأدباء والكتاب، وكم كان حينها أبو سلام فرحاً، حينما نقل لنا رئيس الأسرة الشاعر إبراهيم بو هندي موافقته بالمشاركة وبكل حب وترحاب، لقد كنت أدرك جيدًا أنه لن يرفض الدعوة فهو الفنان المثقف الإنسان هو باختصار الصادق في إبداعه رحمه الله.

في هذه الليلة عندما وقف ابن المحرق المثقف الفنان أبو سلام على المسرح أمام جمهوره، لمعت في ذاكرتي فرقة أجراس وبداياته الجميلة وعشقه للغناء العدني، وكيف كان يغني أبو سلام بكل حب، هل كان يعلم أن وقت رحيله حان؟ هل كان يودع جمهوره بأغانيه الشجية، ورغم كل التعب وصوته الذي كان يخبو إلا أنه لم يتوقف عن الغناء، نعم لأنه كان يشعر بأنه آخر لقاء يجمعه بجمهوره المحب.

«ابن البحر» كما كان يسمي نفسه، كيف سيكون المسرح من دونك هذين اليومين، كيف ستعزف فرقة البحرين للموسيقى بأصوات مختلفة تجتمع مع الجمهور إلا على حبك.

أبو سلام رحلت ولكنك ستبقى بداخلنا ولك من جمهورك سلام المحبين ولروحك الغالية كل السلام.