^ لنقل إننا أمام وجبة دسمة متخمة؛ فساد وسرقات علنية وسوء إدارة وتخطيط وتخبط تنموي، والنتيجة هي ما نراه اليوم نفاق سياسي وصراعات وحوارات ثنائية في الخفاء والعلن لا يرقى أي منها لمستوى الحلول والمعالجات الجادة، إذاً نحتاج إلى بدائل صحية؛ أول ما سيقوله لك طبيب الحمية تناول التفاح؛ طعمه حلو ولونه جميل ومليء بالفيتامينات والمعادن، لكن ماذا لو كانت التفاحة الجميلة المظهر فاسدة متعفنة من الداخل، أظن لو كان لك ذرة عقل فلن تأكلها حتى لو أفتى الطبيب بذلك. لا يصح أن تأتي أي فرقة وتقول أنا معارضة، أنا جهاز نضال ومقاومة وممانعة وجيش ديمقراطية، فمن يريد أن يقف بوجه هذا الجيش؟ من يريد أن يحاسب أو يدقق على مناضلين ليصبح خائناً لمبادئ الحرية؟ سينضوي معظم الناس تحت جناح الشعارات وسيسكت الباقون حتى لا يقال عنهم معارضو ديمقراطية رجعيون أو ببساطة لكي لا تتم تصفيتهم، هذا ما فعلته الأنظمة البعثية وهذا ما فعلته الثورة الإيرانية، أنا أمثل الحرية والفضيلة ومن ليس معي فهو ضدي وضد الله، وحدث ولا حرج عن القمع الذي مارسوه ضد معارضيهم والتنكيل والإبعاد والتصفيات، ولماذا نذهب بعيداً أمامنا الأنظمة العربية التي جاءت بثورات القرن الماضي ثم ماذا فعلت بالشعوب؟ الفضل لله وحده أن ما حدث في البحرين كان العكس؛ هناك قطاع عريض من هذا الشعب لا يمكنه أن يؤمّن وراء الفقيه ويبصم على ورقة بيضاء، لا يمكنه أن يجبر عقله على الخضوع للفتوى وديكتاتورية المتدينين فهما ليسا بأفضل ولا أرحم من الفساد والبيروقراطية، لن نبيع أرواحنا للوهم، هناك مواطنون في كل أرجاء هذا البلد الصغير لا يمكنهم الوثوق بمعارضة تدار من دار إفتاء بالتحليل والتحريم، لا يمكن أن تتفق إدارة مجتمعات متحضرة متطورة مع تعصب ديني وتصنيف عنصري للبشر وللأسف هذه العينة الموجودة، لا يوجد لدينا اليوم من يمكنه أن يدير وزارة دون أن يتحزب ويتخندق وراء طائفته ومعتقداته، فكيف بإدارة بلد؟ ديننا عظيم وهو دين الأخلاق والتسامح والتآخي لكن فلسفة الدين هذه غير موجودة، لا يمكن الوثوق بحكم رجل دين في بلد متعدد الطوائف والأديان والثقافات، كيف إذن ورجل الدين مؤيد بنوع من الوحي لا يمكن أن يخطئ وبالتالي لا يحاسب ولا يناقش ولا ينتقد وأمامنا إيران مثال حي يرزق. يمكن أن نأتي بكل معاني الديمقراطية ونكتبها وننسخها ونلصقها على أعمدة الإنارة والأسوار والجدران في كل الطرقات، ونخطها بخط جميل على بيوتنا ومدارسنا، نلقنها لأطفالنا ولأطفال الجيران، نفتتح بها صباحنا بدلاً من الأذكار، نتابع البرامج ونقرأ الصحف ونستزيد من تلك الثقافة الجميلة، الحرية والكرامة، لكن بمجرد أن تستقل سيارتك لتذهب إلى اعتصام أو مسيرة بناء على فتوى رجل دين فمبادئك بصراحة عليها علامات استفهام. ^ نقطة حبر.. بمناسبة بطاقات عضوية المنظمات الحقوقية التي تُمنح لأي شخص يحقق معه أو يشتبه به أو على ذمة قضية حتى لو كان طبيباً ساهم في أنشطة سياسية مخالفة لمواثيق مهنة الطب ولن نقول ساهم في احتلال مستشفى، ما هي معايير منح العضوية وماذا نحتاج من اتصالات للحصول عليها؟ سؤال آخر: ما هي امتيازاتها المادية؟ هل هي مثل تلك التي حظيت بها منظمات -غير حكومية- يمولها “نشطاء” أمريكان تم ترحيلهم مؤخراً من مصر؟