مع كل انعقاد جديد للمجلس الوطني، يرسم جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه ملامح مرحلة جديدة من مسيرة البحرين، واضعاً الخطوط العريضة لخطة عمل ترتقي بالوطن والمواطن، وتحافظ على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات أصبح موضع إعجاب العالم بأسره.

وفي خطاب جلالته بافتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، والذي كان استثنائياً بكل المقاييس، لما تضمنه من توجيهات ورسائل بالغة الدلالة والأهمية لكل من يعنيهم الأمر، حكومة ونواباً ومواطنين، إلى جانب محيطنا الإقليمي والعالم.

سيكون من العسير عليّ الإحاطة بكل ما جاء فيه في مقالة واحدة، لذلك سأسعى إلى قراءة ما بين السطور، والإشارة السريعة لأهم رسائله، على أن أعود في مقالات لاحقة بكثير من التفصيل والتحليل. الإشارة الأولى.. تأكيد الحرص السامي على مواصلة المسيرة الديمقراطية في سياق استمرارية دستورية منتظمة ضمن ثوابت وطنية وقاعدة راسخة متكئة على تقاليد رصينة ومستوى حضاري رفيع لأهل البحرين، والذي ساهم في ثبات المسيرة الديمقراطية وتطورها، وبما يتوافق مع عراقة وشفافية وتميز العمل السياسي في المملكة والممتد لعقود طويلة.

الإشارة الثانية.. تعلقت بشكل مباشر بما يشغل الشارع البحريني، وهي الملف الاقتصادي، حيث عبر جلالته عن الارتياح والتفاؤل بعودة واثقة لمسارات النمو، نظراً لوجاهة وفعالية البرامج الحكومية لتحقيق التوازن المالي والاكتفاء الذاتي كمدخل أساسي لتنمية واستدامة الموارد والثروات الوطنية، مع التأكيد على جودة الإجراءات والخدمات، ورفع كفاءة وعدالة توزيع الدعم الحكومي، والاهتمام بالارتقاء بالكوادر الوطنية، والعناية بقضايا الشباب ودعم تقدم المرأة.

الإشارة الثالثة.. تأكيد جلالته على قدسية الحق والكرامة الإنسانية للجميع، وما يتعلق بها من تعزيز الترابط الأسري والنسيج المجتمعي، حيث أشار جلالته إلى برنامج العقوبات البديلة، باعتباره مشروعاً وطنياً حضارياً بأبعاد إنسانية شاملة، إلى جانب توجيهات جلالته بوضع الآليات التنفيذية والبُنى التحتية اللازمة لمراكز الإصلاح والسجون المفتوحة، ضماناً لإعادة دمج المستفيدين في المجتمع. الإشارة الرابعة.. كانت التأكيد على واحدة من أهم ثوابت البحرين الوطنية والقومية، وهي العمل والمصير المشترك بين الدول والشعوب الشقيقة، معبراً جلالته عن الإيمان بالقدرة على تجاوز التحديات وعودة العمل ضمن مساره الطبيعي بين دول مجلس التعاون، تحقيقاً لرؤى وتطلعات الشعوب في توحيد الصفوف وتقريب القلوب وتنمية المصالح المشتركة.

كما لم يغفل جلالته عن التذكير بأهمية حماية أمن المنطقة وخطوط الملاحة الدولية، من خلال التنسيق مع مختلف الأطراف الدولية، وبما يضمن قطع كل الوسائل المغذية لقوى الإرهاب والتطرف، مالياً ولوجستياً، أياً كان مصدرها.

إضاءة

«نتوجه بالتحية والثناء والتقدير لعطاء مواطنينا الكرام، برجالهم ونسائهم، ونحن نمضي معهم بمعنويات عالية لنحقق للجميع الحياة الحرة والكريمة، واضعين تقدمنا الحضاري نصب أعيننا تحت لواء دولة المؤسسات والقانون». «جلالة الملك المفدى».