يستبشر شعب البحرين دائماً حينما يطل عليه صاحب الجلالة الملك حمد حفظه الله ويتفضل بإلقاء كلماته السامية في المناسبات الوطنية المختلفة، لما تتضمنه من اختزال جامع للوضع البحريني وتطلعات إلى المستقبل الذي يبني الأفضل لهذا الوطن وأهله. ملكنا الغالي يكتب فصولاً منيرة دائماً من مسيرة هذا الوطن، البحرين التي كبرت وتطورت على امتداد العقود، وعاصر جلالته أطال الله في عمره وأبقاه ذخراً وسنداً للجميع، عاصر كافة المراحل المفصلية التي شكلت ملامح الدولة الحديثة وكان لجلالته بصماته المؤثرة والواضحة منذ الاستقلال مروراً بإطلاقه المشروع الإصلاحي وصولاً إلى وضعنا الراهن الذي يبين حجم العمل الكبير والتطور الملحوظ الذي مكننا الله منه بفضل منه ثم بفضل رؤية وقيادة الملك حمد. هذا قائد تكفي إطلالته على شعبه لتبعث على الراحة والسعادة في القلوب، تكفي كلماته لتشحذ الهمم وتدفع الناس لتجديد عقد المحبة والولاء معه ومع هذه الأرض الطيبة، وهنا أكرر القول الدائم بشأن طلة ملكنا العزيز، قائد باسم الوجه دائماً، والد تطغى إنسانيته على كل شيء، صانع للأمل، ومتحد للصعاب، ورجل عاهد الله أن يحفظ هذا البلد وأهله، وهو دائماً على وعده وعهده. خطاب جلالة الملك حفظه الله في افتتاحه دور الانعقاد الأخير للفصل التشريعي الخامس للمجلس الوطني جاء ليعزز الإيجابية في قلوب كل من يعمل مجتهداً لأجل هذا الوطن، جاء مقدراً لتضحيات أبناء البحرين في مواجهة جائحة كورونا التي أرهقت العالم، وخرجت البحرين منها بنتائج إيجابية نحمد الله عليها، لم ينس جلالته أبناء شعبه الذين اختارهم الله بسبب هذه الجائحة، مترحماً عليهم وداعياً لأهاليهم بالصبر والسلوان، فخسارتهم هي خسارة الأم لأبنائها، وكان التحدي في الحفاظ على الأرواح وتجنيب الناس شر هذا الوباء، والحمد لله على كل حال. كلمة الملك جامعة شاملة تمتلئ بالتقدير والثناء على الجهود المخلصة المبذولة لأجل البحرين وشعبها، بدأت بتقدير الجهود الكبيرة التي حملها على عاتقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، ونجح في تحدياته لأجل حماية البحرين وأهلها وضمان ديمومة العمل الحكومي وتقديم الخدمات ودفع عجلة الاقتصاد للتعافي، مروراً لكل شخص في موقع مسؤوليته وصولاً إلى المواطنين المخلصين لأرضهم. هذه أخلاقيات ملك يسعى لتأصيلها لدى أبنائهم، بأن التقدير والشكر على الجهود يمثلان دافعاً للجميع حتى يبذلوا كل ما لديهم لأجل وطن لن يكبر ويتطور ويزدهر إلا بأبنائه. الشمولية والدقة في تناول كل جانب مهم ذي مسؤولية تجاه البحرين، وكل جانب مهم في العمليات المفترض إتمامها بكل دقة وكمال، هي ديدن خطابات الملك التي توصف دائماً بأنها «خارطة طريق» للمستقبل، بيد أنني أراها خطابات قيادية تقدمية تدفع البحرين دائماً باتجاه «التجدد» والحداثة والتطوير.

ماذا يجول في فكر «عراب» الإصلاح والتطوير و«ملك الإنسانية والتعايش»؟! هذا السؤال المحوري دائماً، وكلماته السامية تكشف لنا دائماً كيف أن هذا القائد يتطلع دائماً إلى غد مشرق رغم التحديات والصعوبات التي تواجه العالم بأسره، بيد أن «الأمل» و«التفاؤل» و«الإيمان بالله» هي محركاته ليجعل البحرين دائماً وأبداً مكاناً للعمل والطموح والتغيير باتجاه الأفضل.

معرجاً على كل تدابير مواجهة الجائحة والتغلب عليها، مقدماً الشكر لأصحاب الفضل في ذلك، مروراً بالملف الاقتصادي ومساعي تعافي الاقتصاد وبرامج الحكومة بشأن ذلك بما يخدم المواطن، والاهتمام بالملف البيئي وارتباطه بالقضايا العالمية وكذلك داخلياً عبر تنمية الثروات الطبيعية، وكذلك تنمية الإنسان البحريني والاهتمام بالشباب، وصولاً إلى تعزيز مكانة وإنجازات المرأة البحرينية وتقدير الدور الكبير لقوة دفاع البحرين في حماية بلادنا الغالية وبدء عمليات التصنيع المحلي الحربي، وكذلك التأكيد على القضايا السياسية التي تبرز توجهات البحرين في اتجاهات تعزيز التسامح والتعايش، وبيان المبادرات التي تسهم في ذلك وعلى رأسها التوجيه الملكي التاريخي بإقرار العقوبات البديلة ومنح كثيرين فرصة تصحيح المسارات لخدمة بلادهم. هذه الكلمة فيها مضامين تبين للسلطتين التشريعية والتنفيذية وللمواطنين «طموحات» ملك يحلم دائماً بوطن يضم الجميع، وطن يحمي أبناءه ويوفر العيش الكريم لهم، ويرتقي بهم للأفضل دائماً، وهذا هو العشم وهذه هي الثقة في قائد مسيرة هذا الوطن.