أكد أولياء أمور أن ظاهرة «اليوتيوبر» منذ انتشارها سببت في مشاكل عدة وأثرت على أطفالهم حيث أصبحوا يشاهدونهم باستمرار في أي وقت ودون توقف، مبينين معاناتهم في محاولة أن يخلصوا أطفالهم من هذه الأمر ولكن دون جدوى، مشددين على ضرورة أن يتواجد «يوتيوبر» قدوة للأجيال القادمة بدلاً من وجود أشخاص يقومون بما هو غير لائق في مجتمعنا العربي.

وقالت ولية الأمر ليلى علي: «طفلي يبلغ من العمر 10 سنوات ويتابع عدداً معيناً من «اليوتيوبر» في جميع الأوقات، وتغيرت طريقة حديثه في إلقاء السلام وأصبح يقولها مثل أحد «اليوتيوبر» المعروفين، حتى إنه تعلم منه بعض الكلمات الغريبة وغير المفهومة، بالإضافة إلى قيامه ببعض التصرفات التي قد تكون خطرة ومؤذية، حاولت بحلول عدة أن يترك مشاهدة مثل هذه الأمور ولكن دون جدوى».

فيما قالت ولية الأمر أمينة أحمد: «لدي طفلين يحبان مشاهدة «اليوتيوبر» خاصة التوأم منهم حتى يستطيعوا القيام بما يقومون به ويتحدثوا مثلهم، إذ إنهما ينتظران بفارغ الصبر فيديوهاتهم ويقومون بتكرارها بكثرة، وتكمن المشكلة في أنهم يتأثرون بكل ما يفعلون ومنها مقالب خطرة قد يؤذون بفعلها أنفسهم، على الرغم بأني لست ضد الموضوع ولكني أتمنى لهم أن يشاهدوا الجيدين من «اليوتيوبر» والذين قد يكونون قدوة حسنة لهذه الأجيال القادمة».



من جانبه، قال ولي الأمر أيمن أشرف: «أرى طفلي يجلس ساعات طويلة في وقت فراغه بعد إنهاء دراسته علىالآيباد يشاهد «يوتيوبر» معيناً باستمرار ويتابعه وينتظر كل ما يقوم به، وكثيراً ما يقول أتمنى أن أصبح مثله في يوم ما، لست ضد الفكرة ولكن منذ انتشار الظاهرة وجدت العديد منهم ليسوا قدوة لأطفالنا لمشاهدتهم أو التأثر بهم وهذا سبب العديد من المشاكل لنا ولأولياء أمور عدة أن أطفالهم أصبحوا ينطقون بنفس كلاماتهم ويفعلون ما يقومون به من حركات ومقالب خطيرة والتي بعضها قد يكون غير لائق».

وقالت اختصاصية الإرشاد الأسري زهراء سند: «يشكل الإعلام وظاهرة «اليوتيوبر» جائحة نفسية بين أطفالنا شأنه شأن الجائحة الصحية التي غيرت تفاصيل حياتنا، ولا نستطيع التخلص منها إلا بالوقاية والأخذ بالاحترازات قبل الإصابة أو بالتقليل من أثر الأعراض والمضاعفات بعد الإصابة».

وأضافت: «إن التغيير المستمر للواقع يفترض علينا التعايش مع الأخذ بالاحترازات، فنحن ليس بإمكاننا عزلهم كلياً عن مشاهدة مقاطع «اليوتيوبر»، إلا أنه بإمكاننا جعلهم يتابعون بأسلوب صحي وتربوي تجنباً لعواقب مستقبلية وآثار سلبية على أبنائهم».

وتابعت: «على الآباء إدراك واقع أن امتلاك كل طفل من المنزل لجهاز مستقل ليس من أنواع الرفاهية المقدمة للأبناء، فلا بد من توفيره حسب عمر الطفل من ناحية عدد ساعات المشاهدة وطبيعة ما يشاهده، وعدم ترك الطفل يشاهد بمفرده قدر المستطاع».

وبينت أنه بالإمكان مناقشة الأطفال الأكبر سناً حول السلوكيات غير المرغوبة مثل خلق أنماط استهلاكية والتشجيع على الشراء المستمر، وتعزيز عادات اللعب المستمر عن طريق عرض «اليوتيوبر» لشاشته أثناء اللعب، وتعزيز الشراهة في الأكل والطعام وتناول الأطعمة غير الصحية، مشيرة إلى أن تعزيز المقالب الخطيرة لاستثارة الضحك وتداول بعض المصطلحات غير المرغوبة يتم التعامل مع كل هذه الظواهر حسب عمر الطفل، مشددة على عدم اللجوء للأجهزة الإلكترونية كحل لتهدئة الطفل والتخلص من حركته، وإنما على الوالدين البحث دائماً عن برامج ممتعة تعوض أطفال اليوم متعة الإعجاب والمشاهدة.