جُل ما يطمح له أي شعب في هذا العالم هو أن تكون له قيادة تحرص على توفير كافة سبل الحياة الكريمة والراقية، وأن تتجاوز به التحديات سواء المحلية أو العالمية، وأن تحمي مقدراته وحدود وطنه وتعمل ليل نهار على تطوير الحياة بما يتوافق مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم وأن يكون في وضع مناظر لأرقى الأمم.

هذه الطموحات والمعايير الخاصة بالمواطنة المتميزة، تتحقق جميعها في مملكة البحرين التي حباها الله بقيادة أخلصت لخدمة شعبها، وتواصل هذه القيادة العمل على هذا النهج بحكمة وعزم وقوة لا تلين ولا تكل.

هذا ما شعرت به واستخلصته من الكلمة السامية لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لدى افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، وهذا مجمل نتائج أعمال الوطن للسنة الماضية واستراتيجته للعمل في السنة القادمة.

فجلالته قدم خلاصة الجهود المبذولة من قبل الحكومة الموقرة برئاسة سمو ولي العهد رئيس الوزراء ونتائج هذه الجهود التي اعتمدت على رؤية جلالته المرسومة لمستقبل البحرين، واستعرض جلالته الأداء الاقتصادي القوي لمملكتنا الغالية، ومنحنا التفاؤل بالمستقبل والثقة بالعودة لمسارات النمو واستدامتها.

ولقد وجه جلالته دعوة لجميع أصحاب الأعمال لتقديم اقتراحات وأفكار ومبادرات تخدم نمو الاقتصاد الوطني.. تلك الدعوة الرفيعة تبين مدى احتواء الأفكار الخلاقة والتشجيع عليها من لدن جلالته، لذلك كان لزاماً أن تحظى باهتمام كبير من كافة المعنيين بها والعاملين على تنفيذها في الجانبين الحكومي والخاص، ويجب أن تمثل للجميع مبتدأ لمرحلة جديدة من الشراكة في بناء بحرين المستقبل.

كما نوه جلالة الملك المفدى بدور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كمحركات لقاطرة التنمية المستدامة وخصوصاً في الصناعة وعلوم المستقبل، وهي لفتة أعتبرها شاملة لكافة الأنماط الاقتصادية الواعدة التي ينظر إليها العالم، باعتبارها مستقبل الاقتصاد العالمي والقوة القادرة على وضع البحرين في موقعها الرائد بالمنطقة والعالم أجمع.

ولذلك أعتبر نفسي وجميع أقراني من أبناء البحرين ذوات حظ عظيم بأننا ولدنا على هذه الأرض وعشنا حقبة حمد بن عيسى وتعاملنا مع حكومة يرأسها سلمان بن حمد، وشاركنا في فريق وطني كل بموقعه، عسى أن نكون قد خدمنا وطننا كما فعل قادتنا.