أكدت الرئيس التنفيذي لمعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة "دانات"، نورة جمشير، دور المعهد باعتباره مركزا عالميا يتخصص في فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة، إضافةً إلى تحديد طبيعة تكوينها، إذ يعمل المختبر على فحص اللؤلؤ والتعرّف على مختلف التفاصيل عن اللآلئ التي يأتي العملاء بها إليهم، مثل ما إذا كانت طبيعية، أو مستزرعة، وقالت إن من المحطات المختلفة التي تمر بها اللآلئ خلال فحصها هي التصوير الفلوري بالأشعة التي تساعد على تحديد ما إذا كان اللؤلؤ منتجاً من المياه العذبة، أو المياه المالحة.

وأوضحت جمشير خلال مؤتمر التراث غير المادي الذي عقد في البحرين، تميز اللؤلؤة الطبيعية ببريق ولون وحجم معين، فهي موجودة في مياه الخليج الفريدة، والتي تتكون من مياه عذبة ومالحة، وقالت إن اللؤلؤ في مملكة البحرين هو انعكاس لتاريخ البحرين القديم، إذ يعمل المعهد ويطلع بدور حيوي لضمان وحماية وتعزيز ثقة الجمهور في اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمجوهرات، وفق معايير الصناعة والمعرفة العلمية والتعليم مع الالتزام بالحفاظ على أعلى معايير الأخلاق المهنية والشخصية.

وقالت جمشير: "تجار المجوهرات الفرنسيون والأمريكيون والإنجليز وعبر التاريخ كانوا يقومون بزيارة البحرين بحثاً عن تأمين حصتهم من أرقى وأروع حبات اللؤلؤ البحرينيّ الطبيعيّ من مصدرها، وكان ضمن هؤلاء المصمم الفرنسي الشهير، جاك كارتير، الذي زار البحرين لاختيار لؤلؤ طبيعي لمجوهراته الفريدة، رابطاً بذلك علاقة وثيقة بين البحرين ومؤسسة جاك كارتيه التي لم تنفك إلى اليوم، واستذكرت عقد اللؤلؤ الأصيل وحلق اللؤلؤ الذي لبسته الملكة إليزابيث، وكيت ميدلتون دوقة كامبريدج في عدة مناسبات، فعندما سألت الملكة اليزابيث الثانية عن أسباب تفضيلها الدائم لهذا العقد قالت لأنه من اللؤلؤ البحريني الطبيعي وهي تلبسه منذ نصف قرن ولا يزال محافظا على لونه وبريقه كأنه صنع اليوم".



وختمت حديثها قائلة :"تأسس معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات) في عام 2017 ، وهو مختبر ومركز بحوث وتعليم، كما نهتم بالبحوث الخاصة بهيرات البحرين، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن يكرس جهوده لتطوير صناعة اللؤلؤ والأحجار الكريمة المحلية والإقليمية، وهنا لابد من التنبيه إلى أن مملكة البحرين تمنع توريد أو الاتجار في اللؤلؤ المستزرع للحفاظ على أن كل حبة وقطعة لؤلؤ تٌباع في السوق البحرينية هي أصلية حقيقية وطبيعية".

من جانبه قال تاجر اللؤلؤ محمد عبدالرزاق آل محمود في حديثه عن اللؤلؤ في ملتقى التراث غير المادي "اللؤلؤ قصة عشق تراثية لا تنتهي، فلتكوين عقد اللؤلؤ الواحد من الدرجة الأولى قد يستغرق الأمر بين 10 إلى ما يقارب 30 عاما، والذي تتناسق فيه الألوان واللمعة والنوعية والتدرج في الأحجام، فالعقود النفيسة تتوارثها الأجيال، والعمل في اللؤلؤ لا يتعلق بصناعة المجوهرات فقط بل في كيفية اختيار اللؤلؤة المناسبة للقطعة المناسبة.

ويعمل السيد محمد عبدالرزاق آل محمود في مجال تجارة اللؤلؤ، كمهنة توارثها عن أبيه الذي ورثها عن جده، ورغم تخصصه في الألماس كدراسة جامعية إلا أن اللؤلؤ البحريني يظل قصة الجمال وجزء من التاريخ الذي تتميز به مملكة البحرين، ويقول آل محمود: "ثمة منافسة عالمية تتمثل في استزراع اللؤلؤ لمنافسة اللؤلؤ الطبيعي، إلا أن (الخراق) والطواش يستطيعان التمييز بينهما نتيجة الخبرة والممارسة، فلآلئ البحرين كانت تسحر الألباب وتستهوي الشعوب منذ أقدم العصور، إذ يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد تقريبا حسب الدراسات والأبحاث".

ويضيف آل محمود: " كانت مهنة الغوص ورحلة البحث عن اللؤلؤ من أكثر المهن والأنشطة طلباً ورغبة في بداية القرن الماضي، نظراً لما كانت توفره تجارة اللؤلؤ من أعمال لأهل البحرين وفي الاقتصاد العالمي التي تقارب 80%، ويعد لؤلؤ البحرين من أجود وأفضل أنواع اللآلئ في العالم، فخلال موسم الغوص الكبير الذي يبدأ من أول شهر مايو أو بداية يونيو وحتى شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر، تتم رحلة الصيد والغوص، لينتقل البحارة والغواصين عبر سفنهم وبوانيشهم في هيرات صيد اللؤلؤ".

ويختتم آل محمود حديثه بتوضيح مكانة اللؤلؤ البحريني: "هناك دول كثيرة وبحار كثيرة تنتج اللؤلؤ ولكن لؤلؤ البحرين مختلف جدا، ويرجع ذلك لعوامل منها كثرة الكواكب والتقاء الماء الحلو بالماء المالح، إلى جانب درجة حرارة الماء التي تؤثر في إنتاج اللؤلؤ الطبيعي".