العربية

أحرج مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي المعروف بـ (يوروسات) الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدما نشر بيانات حديثة ضمن إحصاءٍ جديد يفيد بتراجع نسبة توظيف الطلبة الذين تخرّجوا من الجامعات مؤخراً خلال سنوات حكم حزبه "العدالة والتنمية" والتي تمتد لنحو عقدين من الزمن.

وبالفعل فقد كان معدل العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات التركية 12.9%، في العام 2004، لكنه ارتفع لاحقاً إلى 14.3 % في السنوات الأربع عشر التي استمر فيها حزب الرئيس التركي بحكم البلاد، بحسب ما ورد في إحصاء المكتب الأوروبي.

وقال الاقتصادي التركي والأستاذ الجامعي فيصل أولسوي إن "الاقتصاد المحلي فقد قدرته على خلق وظائفٍ جديدة في مختلف المجالات"، مضيفاً أنه "لا توجد وظائف كافية وذات نوعية جيدة متاحة للحاصلين حديثاً على شهاداتٍ جامعية".

وتابع لـ "العربية.نت": "حتى في حال تأمين فرص لبعض المتخرّجين مؤخراً، فإن مستوى الرواتب يكون متدنياً".

كما شدد على أن "السياسات الاقتصادية الحكومية لا تساعد في خلق فرص عملٍ إضافية، وهي مشكلة تضاف لأزمات اقتصادية أخرى تعاني منها البلاد".

ومن جهتها قالت الأستاذة الجامعية والباحثة التركية الشهيرة بانغي بشير إن "بطالة الحاصلين على الشهادات الجامعية مؤخراً، تعد من أكبر مشاكل البلاد سيما وأن الحكومة لا تستطيع إيجاد فرص عملٍ لهم".

وأضافت لـ "العربية.نت": "صحيح أن عدد سكان البلاد يزداد، لكن مقابل ذلك لا تتطور صناعتها كثيراً، ونتيجة ذلك هناك فجوة بين الشباب وفرص العمل"، مشددة على أنه "يمكن للحكومة وحدها حل هذه المشكلة".

وأظهرت أرقام يوروسات أن نسبة الجامعيين العاطلين عن العمل بلغت 27.2 في شهر يونيو الماضي، وهو ما يتضارب مع تصريحاتٍ سابقة للرئيس التركي قال فيها إن "معدل توظيف طلاب الجامعات يلفت الانتباه في تركيا لارتفاعه".

وبلغ عدد خريجي الجامعات في البلاد من الذين لا يعملون في أي وظيفة، مليون و 350 ألفًا مقابل 565 ألفاً آخرين لا يرغبون بالعمل بعدما فقدوا الأمل في العثور على وظائفٍ مناسبة، على ما ورد في إحصاء مكتب يوروسات.

وبالتزامن مع مشكلة البطالة التي يعاني منها الحاصلين على شهاداتٍ جامعية، كشف إحصاءٌ حكومي عن وجود الآلاف من طلاب الدراسات العليا والحاصلين على الدكتوراه القابعين خلف القضبان، وفق ما جاء في الإحصائيات الصادرة عن المديرية العامة للسجون ودور التوقيف التركية (CTE).

وتسجن أنقرة، 460 حاصلاً على الدكتوراه معظمهم من الرجال وبينهم 6 نساء، إلى جانب 2371 من طلبة الدراسات العليا، بحسب ما تشير بيانات شهر سبتمبر الماضي والتي أصدرتها المديرية العامة للسجون. وهم جميعاً حصلوا على شهاداتهم الجامعية خلف القضبان.

ومقابل حصول 460 شخصاً على شهادات الدكتوراه في السجون، حصل 449 آخرين على الشهادة ذاتها من جامعة البوسفور التي تُعرف أيضاً ببوغازيتشي، ما يعني أن عدد السجناء الحاصلين على الدكتوراه كان أكبر من أولئك الذين تخرّجوا من جامعةٍ مرموقة خارج أسوار السجون في عامٍ واحد.

وإلى جانب الحاصلين على الدكتوراه وطلبة الدراسات العليا القابعين في السجون التركية، أظهرت بيانات المديرية العامة للسجون وجود 27515 خرّيجاً جامعياً خلف القضبان، وهو رقم أكبر بقليل من أرقامٍ سابقة أوردها معهد الإحصاء التركي (TUIK) العام الماضي حين كشف أن عدد السجناء المدانين من حملة الشهادات الجامعية في البلاد بلغ نحو 20 ألفاً بعدما كان عددهم 4 آلاف شخصٍ فقط في العام 2012.