ما قبل حكم الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، كان المؤسسون منذ الفتح المؤزر مشغولين بتثبيت أركان الدولة، وبسط الأمن في الداخل، ودحر الأطماع المتعددة والمتربصة الخارجية، التي لا تريد للبحرين أن تنعم بالاستقرار، ولا الالتفات إلى بناء الدولة ومؤسساتها المدنية والسياسية، التي توفر للمواطن ما يأمله من طيب العيش، لكن بالنهج المخطط له، والغد المأمول، تعاضدت القيادة مع القاعدة العريضة من المواطنين الأوفياء على السير في ركب الحضارة وبناء أركان الدولة الحديثة، ومن أولوياتها توظيف الدخل الحكومي، وخاصة بعد اكتشاف البترول في عام 1932، كان لصاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته، رأي تقدمي من حيث بناء حديث يعتمد على مواد البناء الحديثة، وتخطي البيوت القديمة التي معظمها مصنوعة من سعف النخيل وتوابعه.

وأول مشروع حكومي شرع فيه، بناء بيوت حديثة في أنحاء كثيرة من البلاد، سميت ببيوت العمال، ومازالت لتلك البيوت بقية، استفاد منها كثير من الأسر شبه معدومة الدخل.

وفي عهد المغفور له صاحب السمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة أسكنه الله تعالى فراديس الجنان، أطلق مشروعه الكبير والمميز، ببناء مدينة حديثة، بكل ما تعني الحداثة من معنى، وهي مدينة عيسى التي وضع حجر تأسيسها عام 1964، وحدثت هجرة نشطة من قبل كل سكان البحرين ذوي الدخل المحدود، وأعقبها بمدينة حمد التي بدأ العمل فيها في عام 1984، ولاقت إقبالاً منقطع النظير أيضاً، وها هي لؤلؤة تتوسط مدن البحرين.

وعندما تولى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى سدة الحكم، أول مشروع إسكاني أطلقه هو بناء أربعين ألف وحدة سكنية في جميع حواضر المملكة، وتلت ذلك مدن على اليابسة وفي البحر بعد تجفيفه، بيوتها تخطت الأربعين ألف بيت المعلن عنها سابقاً.

هذه النهضة الكبيرة كان لها أثر كبير، وتنشيط السوق التجاري، استفاد منها كثير من التجار؛ فكل بيت يحتاج إلى تأسيس حجر النوم والمطابخ ودورات المياه والأجهزة الكهربائية والتكييف، وأجهزة الترفيه وبسط وأثاث المجالس، وإنارة وغيرها، حتى تجارة السيارات ازدهرت أعدادها بشكل لافت للنظر، فلا ترى بيتاً إلا وعند بابه أكثر من سيارتين، ليس بطراً، لكن الأبناء كبروا وتزوجوا وأنجبوا في بيت الوالد صاحب البيت الأول، وهم الآن يطالبون ببيوت مستقلة؛ إذ ضاق بيت الوالد بما فيه من أولاد وبنات، كذلك نشطت محلات بيع مواد البناء والمساندة لها.

إن السياسة الإسكانية الرائدة يشهد لها بعطائها المنظور، وجدها واجتهادها في تلبية جميع الطلبات، وخاصة أولئك الذين مضى على طلباتهم أكثر من 10 سنوات، وكل ابن وزوجته وأبنائه في حجرة من بيت الوالد، لكنني أقول لهم، مهلاً فإن الفرج قريب، وخاصة إننا نعيش في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى

آل خليفة عاهل البلاد المفدى، صاحب المشروع الإصلاحي الشامل، وجلالته يتمنى لنا أكثر مما نتمناه نحن من خير بمساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظهما الله تعالى، وأدام عليهما نعمة الصحة والعافية وطول العمر والسؤدد وعلى القوة يا وزارة الإسكان بقيادة وزيرها النشط.