حياتنا وأحداثها اليومية وساعات ودقائق ولحظات وثوانٍ تمرعلينا قادرة أن تغيرنا كما يقال 180 درجة، مصطلح متداول نطلقه عندما نمر بأحداث يقل فيها توازننا المعنوي والنفسي والصحي، والميزانية أحد هذه الأحداث، بل هي أقواها في التأثيرالسريع في الميزانية، في ثوانٍ قادرة على إحداث هزة في كياننا وأفكارنا وصحتنا البدنية وتطلعاتنا المستقبلية أو حتى خططنا المستقبلية القريبة أو البعيدة، وتؤثر على مزاجنا في لحظة، بل في ثانية وأغلبنا يحلم أحلاماً كثيرة، البعض استطاع أن يحققها والبعض أخفق والبعض تكاسل واستسلم لظروفه أياً كانت، والبعض مازال يخطط ويضع أهدافاً، ومن أحلام البعض وأنا منهم أن أربح ورقة يانصيب بمليار.

لا سأكون متواضعة قليلاً وأحلم بمليون (دعابة مني لقرائي الأعزاء) فنحن نحتاج أحياناً أن نتعامل بروح الفكاهة والدعابة في الحياة؛ فالحياة متنوعة، وجميل أن نحلم حتى لو كان الحلم مستحيلاً فالأحلام تجعلنا متوازنين نفسياً وعقلياً وصحياً وبالذات أحلام اليقظة، وهناك أحلام نستطيع تحقيقها بقليل من الإرادة والتحدي والإصرار، فإذا حاولنا واستمررنا بالمحاولة حتى لو أحبطنا الآخرون وحتى لو أحبطتنا الظروف فالميزانية المالية تحبطنا مرات، ولكن لنستمروالميزانية المالية مرات تسعدنا، لكن كيف نجعل الميزانية المالية تسعدنا؛ فالمال يساعدنا على تحقيق أحلامنا وأهدافنا واحتياجاتنا ويجعلنا في مزاج جميل ومبهج ومتفائل.

لا أنكر ذلك لكن لا نجعله هو فقط مصدر سعادتنا؛ فهناك أمور أخرى بالحياة تسعدنا فإذا فكرنا قليلاً في النعم التي أنعم علينا بها ربنا عز وجل فسنستشعر السعادة.



والمال مصدرمساعد لتحقيق أحلامنا وسعادتنا فهو جزء من السعادة وهوالرخاء المادي والأهم كيف نعمل على جعل ميزانيتنا المالية متوازنة، وتلبي احتياجتنا، فهي تمر في إخفاقات يومية وأسبوعية وشهرية، لكن نستطيع جعلها متوازنة، وخصوصاً مع تقدم الحياة والأسعار والمتطلبات الحياتية المستمرة وخصوصا إذا طرأت طوارئ فجأة، فيجب أن نكون مستعدين ونعمل على توازن الميزانية المالية بترتيب أولوياتنا الحياتية واليومية؛ فهي تؤثرعلى الأسرة أولاً والفرد ثانياً، فيجب أياً كان عمل الشخص أن يسعى لينظم راتبه أو دخله المادي ولا يجب أن تكون مصروفاته أكثر من دخله، ويجب الاهتمام أولاً بالمصروفات المهمة ونتخلى عن غير المهمة ووضع ميزانية على حسب احتياجتنا، مثل الإيجار وقسط معين أياً كان أو مواصلات أو احتياجات مدرسية أوعلاجية ونستثني أو نقلل من شراء الأشياء غير الضرورية ومهم أيضاً عند التبضع البحث عن الأسعارالمناسبة لميزانيتنا وعدم مجاراة الآخرين أو تقليدهم؛ فلكل شخص حياة مختلفة، وخاصة إذا كان وضعنا المالي غيرمستقر، ثانياً إذا كنا نريد شراء شيء ما فعلينا أن نخصص مبلغاً كل شهر للشيء المراد شراؤه أو حتى إذا نريد توفير مبلغ من المال للتوفير، ثالثاً وضع مبلغ للطوارئ على حسب مدخولنا الشهري كل شهر، رابعا عدم الإحساس بالإحباط إذا صادفنا موقف صعب أو طارئ.

فلنفكر بروية وسنجد مخرجاً وحلاً له فلا بد من أن هناك مخرجاً وحلاً، خامساً وضع كل مصروف أو المبلغ الذي تحتاجه لمصروفاتك الروتينية شهرياً في مغلف خاص للترتيب فقط وعدم النسيان أو تدوين ملاحظات بهاتفك تساعدك على هذا، سادساً عندما تتوافر لديك ميزانية بعد تقليل المصروفات يمكنك شراء غرض من الأغراض التي كنت تريد شراءها سابقاً والأهم وضع خطة مادية شهرية والتخطيط الجيد لمصروفاتك واحتياجاتك والاستفادة من وقت الفراغ؛ فكلنا لدينا وقت فراغ، لكن نحن نتغافل عنه أو نضع في عقولنا وتفكيرنا أننا مشغولون طيلة الوقت حتى عن أنفسنا وأقرب الناس إلينا لكن إذا فكرنا قليلاً فسنجد وقت الفراغ هذا، حتى لو كان بسيطاً وغير مفعل؛ لأننا تجاهلناه بمحض إرادتنا فإذا وظفناه في عمل أو هواية تدر علينا مالاً وفكر كل شخص ونظم وقته وجهده جيداً بين عمله وأسرته وأصدقائه وراحته فسيجد وقتاً لمواهبه ويوظفها بشكل جميل بحيث تفيده مالياً ونفسياً ومعنوياً وهذا المال لاحقاً يمكن أن نستفيد منه استثمارياً في مشروع أو رحلة استجمام للعائلة فعمل شيء تحبه مثل الرسم والكتابة والعزف وغيرها من المواهب يجلب السعادة والراحة النفسية والصحية والسعادة المالية طبعاً إذا وظفناها بشكل صحيح مرتب، وبالتدريج سنجد لاحقاً أننا تأقلمنا على عدم المبالغة في صرف المال وسنجد أننا نجحنا في تنظيم احتياجاتنا على حسب دخلنا الشهري وسنجد أنه أصبح لدينا رؤية صافية ونقية؛ لأننا جعلنا عقلنا يتمرن على التفكير المرتب الممنهج والتخطيط والتنظيم، وأيضاً التفكير هو تدريب عقلي يفيد المخ والأعصاب البصرية والأعصاب عموماً وبالتدريج سنستشعر ويتبرمج عقلنا ويدنا على الصرف الممنهج والمعتدل فلا تبذير ولا تقتير أو بخل وأخيراً وليس آخراً أتمنى السعادة للجميع على جميع الأصعدة.

امل الحربي