جذبني مقال الكاتبة المتميزة الأخت سوسن الشاعر المؤرخ بتاريخ الرابع من أكتوبر 2021 المعنون «المورد المطموس في البحرين»، في جريدة «الوطن» وبدوري كأكاديمي وكاتب أقول إن «المورد المطموس» حقاً لا يزال مطموساً؛ لأنه هو الذي يحمل الأفكار الجديدة والمبدعة، فلا نظن أن الموارد الطبيعية مثل النفط أو السياحة أو أي مورد آخر يمكن أن يكون بديلاً عن المورد البشري، هناك قيادات في بعض المؤسسات لا تزال تفكر بعقلية تقليدية، وخاصة في بيئات العمل الرسمية وغير الرسمية، هذه العقلية التي تحتكر القرار في مختلف المواقع وتكون ما يسمى «بجماعات الضغط» ليس من مصلحتها الخاصة أن يظهر «علاء الدين من الفانوس السحري» ويقلب عليهم الطاولة حتى لا يسقط القناع عن وجوههم ويظهروا على حقيقتهم ويخسروا. لا تقدم ومسايرة لركب الحضارة الإنسانية بدون هذا العنصر المتجدد وهو الإنسان المفكر، وحسبنا أن نعرف أن دولاً خليجية سبقتنا بمسافات طويلة في ركب الحضارة الإنسانية.

إن تسليط الضوء أكثر على هذا المورد الأساسي يجعلنا بالفعل ندرك حجم وخطورة المشكلة بشكل جلي، حيث في بعض الدوائر والأقسام الرسمية وغير الرسمية يوجد بعض من يحاربون النجاح وهذه الظاهرة موجودة في أغلب الدول العربية، والذين هم ينطبق عليهم إلى حد كبير القول الشهير لعالم الفيزياء العربي البروفيسور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عندما سئل عن التقدم السريع لبعض الدول في الغرب وشرق آسيا وبطء التطور في بعض الدول العربية قال: «إن الغربيين ليسوا جميعهم عباقرة ونحن لسنا أغبياء إنما الفرق أنهم يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل»، رغم ذلك فإن أملنا لا يزال كبيراً وثقتنا كبيرة بالوجوه والقيادات الجديدة التي أوصلتها قيادتنا الرشيدة إلى مواقع القيادة والمسؤولية وأثبتت نجاحها في مواقع أخرى وآخر هذه الكفاءات الوطنية من تم تعيينهم في مواقع مهمة كقرار تعيين الدكتورة جواهر المضحكي رئيسة للجامعة الوطنية الوحيدة في البحرين وهي -جامعة البحرين- فلقد أثبتت الدكتورة كفاءتها وجدارتها في «رئاسة هيئة جودة التعليم والتدريب» ونعلم أن الجامعة في أي دولة بحاجة إلى التطوير المستمر في كل كلياتها وأقسامها العلمية؛ لذا لا نبخس هذه الجامعة دورها فلقد تخرج منها بعض الكفاءات الوطنية بيد أن المعضلة الحقيقية فيها أن هناك في بعض الكليات والأقسام العلمية من مراكز القوى من هم أصبحوا كالعنكبوت التي بنت لها بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت.

إنها بالفعل لمهمة كبيرة تنتظر الدكتورة جواهر لكي تسرع بالتطوير في جامعة البحرين والدكتورة جواهر أهل لذلك، نؤكد مراراً أننا بحاجة إلى الكفاءات الوطنية الشابة، وخاصة من ذوي الأفكار الجديدة والمبدعة وإتاحة الفرصة لهم باستلام زمام المبادرة بتكملة المسيرة وخاصة أن العالم يمر بالمرحلة الرابعة لتطور البشرية وهي المرحلة الرقمية والذكاء الاصطناعي مع الحاجة إلى الاستفادة من بعض ذوي الخبرات القديمة من أصحاب الكفاءات الوطنية، فقد آن لهم أن يكونوا شركاء في بيوت الخبرة لتنطلق مسيرة التطوير لبلوغ مرحلة من النهضة والرقي لمستقبل يحمل كثيراً من البشائر. وحفظ الله البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً من كل مكروه.