قال رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي إن الأمن المائي والغذائي صار يعتلي هرم الأولويات والاستراتيجيات في دول مجلس التعاون الخليجي جراء تصاعد المخاوف من العجز المائي، خصوصاً وأن دول المجلس جميعها تدخل ضمن نطاق الفقر في مصادر المياه، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود لمواجهة هذا التحدى، موضحاً أن جامعة الخليج العربي تتبنى بحث القضايا الإستراتيجية الخليجية وإيجاد الحلول الإدارية والعلمية لها من خلال البحث العلمي والدراسات الاستشارية والتدريب المستدام لأبناء المنطقة، بهدف ضمان تكامل الأمن المائي والغذائي في الخليج. وأشار د. خالد العوهلي، خلال لقاءه وفداً من كبار المسؤولين في وزارة الزراعة السعودية أمس، إلى أن استهلاك المياه في دول التعاون يُعدّ من أعلى المستويات في العالم إذ تبلغ معدّلات استهلاك الفرد الخليجي حوالي 350 لتراً يوميّاً، وهو ما يحول المياه إلى أزمة مرشّحة للتصاعد، وهو الأمر الذي يتحتّم اتخاذ إجراءات عملية لترشيد الاستهلاك، ووضع خطط تفاعله تُصبح معها قضية المياه قضية رأي عام. من جانبه، استعرض عميد كلية الدراسات العليا، أستاذ إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي د.وليد زباري استراتيجيات أمن الغذاء المحلي في التجربة الإماراتية والقطرية، مستعرضا مراحل نجاح تجربة الجامعة في مشروع الزراعة بدون تربة ممثلة في مركز السلطان قابوس لتقنيات الزراعة المتطورة وبدون تربة، ورسالته التي تهدف إلى نشر ثقافة المياه وتقنيات الزراعة بدون تربة بأقل كلفة مائية في بلد يعاني من انحسار كبير في موارده المائية المتجددة وثروته الزراعية. وأوضح د. وليد زباري، خلال الاجتماع، العلاقات الوثيقة والمتداخلة بين المياه والطاقة والمياه والغذاء أصبحت من أهم القضايا والتحديات المائية التي تواجهها المنطقة في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن تحدي توفير المياه والطاقة والغذاء بشكل مستمر ومتزايد في ظل النمو الاقتصادي والسكاني في دول الخليج يحتم تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات المؤثرة على مستوى المعيشة والتنمية الإنسانية والنمو المستدام في دول المجلس في السنوات المقبلة. وأضاف: «في ضوء الطلب المتزايد على هذه الموارد الثلاث في دول المجلس ونظراً للارتباط الوثيق بينها، فإن التخطيط المتكامل بين قطاعات المياه والطاقة والزراعة يصبح أمراً حيوياً ومهماً لتلبية الطلب على هذه الموارد وإدارتها واستدامة تزويدها في المستقبل في هذه الدول». لافتا إلى أن جامعة الخليج العربي تبهت من ثمانيات العقد الماضي إلى قضايا البيئة والمياه والتقنية الحيوية في وقت لم تكن تلك القضايا تشكل هاجس آنذاك.