سيطرت حالة من الغضب على الحكومة الكورية الجنوبية إثر إرسال رئيس وزراء اليابان "قربانا أو شجرة" إلى ضريح ياسوكوني.. فما القصة؟

ففي هذا التوقيت من كل عام، يتمسك القادة اليابانيون بإرسال "قربان" إلى ضريح القائد ياسوكوني وهو واحد من بين 14 شخصا تحتفي بهم طوكيو سنويا.



وبالفعل أرسل رئيس الوزراء الياباني الجديد فوميو كيشيدا "القربان" إلى ضريح ياسوكوني، كما زار سلفه سوغا يوسيهيدي الضريح.

وزارة الخارجية الكورية علقت بدورها على ذلك بقولها: "تعبر الحكومة عن خيبة أملها البالغة وأسفها الشديد على قيام القادة اليابانيين المسؤولين بتقديم قربان والقيام بزيارة لضريح ياسوكوني الذي يمجد التاريخ الاستعماري الياباني في الماضي ومجرمي الحرب".

وحثت "المسؤولين اليابانيين على المراجعة المتواضعة والندم الصادق لتاريخ بلادهم والتعبير عن ذلك بالفعل، بمناسبة انطلاق مجلس الوزراء الجديد"، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب).

وأرسل كيشيدا شجرة "ماساكاكي" إلى الضريح في طوكيو، احتفالا بمهرجان الخريف الذي يستمر يومين حتى غدٍ الاثنين.

كما زار رئيس الوزراء السابق سوغا الضريح بمناسبة المهرجان، وكان يرسل القرابين إلى الضريح أثناء فترة ولايته.

ويكرم الضريح قتلى الحرب اليابانيين، بما يشمل 14 شخصا تعتبرهم كوريا الجنوبية والصين من مجرمي الحرب العالمية الثانية من الدرجة الأولى.

وتثير زيارات السياسيين اليابانيين للضريح غضب كوريا الجنوبية والصين اللتين عانتا من الهجوم الياباني في أوائل القرن العشرين.

كانت اليابان قد أعلنت استسلامها لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في أغسطس/آب عام 1945، كما وقعت رسميا على هذا الإعلان في الثاني من سبتمبر/ أيلول من ذات العام.

لكن ضريح ياسوكوني، ظل مصدرا لتوتر العلاقات مع جيرانها رغم انتهاء الحرب؛ حيث يرمز إلى ضحايا الحروب اليابانية، الذين يصل عددهم إلى نحو 2.5 مليون جندي.

واعتاد اليابانيون على زيارة هذا الضريح بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية، التي أعلنت طوكيو هزيمتها فيها في أغسطس 1945.

يعود تاريخ الضريح إلى عام 1869، حيث تم تخصيصه لقتلى حروب اليابان في الحروب التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر واستمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويمثل الضريح رمزا دينيا كان يتم استخدامه لحشد اليابانيين في تلك الحروب، ومن بين الرموز الموجودة في هذا الضريح عددا من القادة الذين تم تصنيفهم "مجرمي حرب" من قبل محكمة الحلفاء عام 1948، بعد هزيمة اليابان.

غير أن مواصلة تكريم ضحايا حروب اليابان، يتسبب في إغضاب كوريا الجنوبية، التي خضعت لحكم طوكيو منذ 1910 حتى 1945.