العين الاخبارية

لجأت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا لتبرير جرائمها وحصارها على مديرية العبدية في مأرب بزعم انتماء المدينة لـ"القاعدة وداعش".

أكاذيب حوثية صدرت من كبار قيادات الصف الأول للحوثي على رأسهم ناطق المليشيات محمد عبدالسلام والذي ذهب أيضا لاتهام واشنطن بأنها على "ارتباط وثيق بعناصر القاعدة وداعش".

وزعم القيادي الحوثي البارز أن المطالبة الأمريكية بفتح ممرات آمنة للمدنيين في مديرية العبدية، تستهدف إنقاذ لـ "المقاتلين من القاعدة وداعش".



ولم تتوقف ادعاءات مليشيات الحوثي، لكنها سعت لترويج مزاعمها بسيطرتها على مديرية العبدية بالكامل في مسعى لإحراز انتصار إعلامي والتي يكذبه الثبات الاسطوري لقبيلة "بني عبد" ممن رفضت الاستلام، ولازالت تقاوم المليشيات رغم وطأة حصار الانقلاب.

ويدخل الحصار الحوثي على مديرية العبدية في الريف الجنوبي من مأرب (شرق) يومه الـ28، حيث اجتاحت المليشيات بريا جزء من القرى فيما عمدت لخنق الأخرى وقطع شرايين الحياة المؤدية إليها.

وقالت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات الانقلابية اعتقلت مدير مديرية العبدية أحمد الثابتي عقب مداهمة منزله في أحدى القرى التي سقطت مؤخرا في أيادي المتمردين الحوثيين.

وحسب المصادر فإن المليشيات نفذت إعدامات بحق أكثر من 27 جريحا من الجيش اليمني وقبيلة بني عبد التي تدافع عن ديارها وتتصدى لحملة برية عسكرية غير مسبوق تستخدم الحصار كسلاح للتجويع والتركيع.

كما لجأت المليشيات إلى خطف العشرات وحرمت الجرحى من تلقي العلاجات اللازمة.

ويعد اختطاف وإعدام الجرحى وحرمانهم من حق الرعاية الطبية جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وهي واحد من جرائم المليشيات في العبدية.

ذريعة حوثية واهية

وتتخذ المليشيات الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء أواخر 2014 تُهم الانتماء لـ "داعش والقاعدة" كذريعة وغطاء أمام المجتمع الدولي لشن حروبها على اليمنيين بمختلف المناطق والجبهات.



وبحسب الباحث والصحفي عصام العامري، فإن المليشيات تطلق على خصومها بـ"الدواعش"، حتى لو كان الخصم (ملحدا)، فهي تعتبره داعشيا طالما يعد من معارضيها.

وأضاف العامري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحرب على الإرهاب وما إلى ذلك من مصطلحات ومسميات تستخدمها المليشيات الانقلابية لتبرير جرائمها وحروبها التوسعية تحت أنظار المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن تماهي مجلس الأمن مؤخرا مع سياسة مليشيات الحوثي وتصعيدها العسكري، وغض الطرف عن الجرائم الإنسانية، والتوقف عند بيانات هزيلة دون اللجوء للضغط باستخدام القوة.

وقال العامري إن المزاعم التي تطلقها المليشيات على أبناء العبدية ممن يقعون تحت حصارها العدواني بزعم أنهم "دواعش وإرهابيين"، يستهدف إيجاد ذريعة للجرائم والانتهاكات التي تقوم بها.

بالإضافة لحصارها القاسي ومنع وصول المساعدات ودخول المنظمات لإغاثة المواطنين ضمن خطابات إعلامية تستخدمها المليشيات كبروتوكول عند تلطيخ يدها بدماء اليمنيين، مقابل صمت المجتمع الدولي وتغاضيه عن هذه الجرائم، وفقا للعامري.

أكاذيب التبرير

وتبني مليشيات الحوثي خطابها على أكذوبة انتماء خصومها في الميدان إلى تنظيمات الإرهاب لكي تبرر جرائمها في كل عملية تستهدف منطقة أو محافظه يمنية.

وبحسب الناشط والمحلل اليمني محمود أمين، فإنه منذ اجتياح المليشيات للعاصمة صنعاء وهي ترفع شعار مواجهة القاعدة وداعش بينما تعلم كل أجهزه المخابرات بأن تنظيمات الإرهاب تتواجد في مناطق سيطرة الحوثيين، وتستخدم المليشيات ملف الإرهاب كورقة في وجه أي موقف دولي سياسي أو حقوقي يندد بجرائم المليشيات.

وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن محافظة مأرب ربما تكون أكثر محافظة يمنية طالتها افتراءات المليشيات الحوثية واتهاماتها الزائفة بالإرهاب في مرافعة تصر المليشيات على تكرارها بهدف شيطنة المدافعين عن بيوتهم وأرضهم ضد الهجمات الإرهابية.

وأشار إلى أنه قبل مأرب ارتكبت مليشيات الحوثي آلاف الجرائم في محافظة تعز وحاصرت ملاين المدنيين بزعم أنهم دواعش وإرهابيين ولا زالت قذائف المليشيات والقناصة تمطر تعز وسكانها مخلفة ضحايا من كل شرائح المجتمع.

واستغرب المحلل اليمني من صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم المغلفة بتهم زائفه وجناية تصنيف بالإرهاب لا يقل بشاعة عن جرائم العنف والانتهاكات التي تطال المدنيين.