يبدو ان الاتحاد الانجليزي لكرة القدم لن يكون بمأمن من تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي الأميريك، حيث أن هذه المعلومات وردت على لسان رئيس الاتحاد الانجليزي جريج دايك ونائب رئيس الاتحاد ديفيد جيل، حيث امتلأت الصحف البريطانية في عطلة نهاية الأسبوع بالتقارير التي تزعم بأن مكتب التحقيقات الفدرالي قد وضع الاتحاد الانجليزي ضمن أهدافه.
وجاء في مقالة نشرت بصحيفة (ميل اون صنداي) عن مصادر مطلعة في الاتحاد الانجليزي بأن مسؤولي الاتحاد يخشون ان تطالهم التحقيقات بموضوع الرشى مع أسئلة مقلقة تتصل بما دار بين نائب الرئيس السابق للأتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الترينيدادي جاك وارنر، والأمير تشارلز خلال رحلة قام بها وارنر الى انجلترا، ويتحدث التقرير عن البذخ الذي اغدق على الزيارة من قبل الانجليز، حيث بلغت تكلفتها 135 الف جنيه استرليني.
ويسلط التقرير الضوء على رحلة نائب رئيس الفيفا جاك وارنر إلى إنجلترا في نيسان/ ابريل 2000، حيث كان رئيس اتحاد البحر الكاريبي يمتلك التأثير الواضح عبر ثلاثة أصوات كانت تبدو مضمونة للكونكاكاف، ويومها حل ضيف شرف في اولد ترافورد وشهد فوز يونايتد على تشيلسي 3-2، واقيم على شرفه حفل عشاء حكومي فخم تكريما له من قبل كريس سميث، وزير الدولة للثقافة والإعلام والرياضة وقام برحلة حول لندن بطائرة هليكوبتر مع وزير الرياضة البريطاني توني بانكس.
وكانت العلاقات بين وارنر والاتحاد الانجليزي ودية وأسفرت عن توقيع وإصدار إعلان نوايا يتولى بموجبه الاتحاد الانجليزي، على مدى خمس سنوات، المساهمة في تطوير كرة القدم في الكاريبي وأمريكا الوسطى.
ووفقا للصحيفة: "فإن تكلفة تلك المبادرة لم تكن معلنة، كما ان الاتحاد الانجليزي لم يكن بمقدوره تحديد رقمها كونها غير مدرجة في حسابات الاتحاد الانجليزي وهي تقدر بمبلغ يتراوح بين مئات والاف الجنيهات والقليل من الملايين".
ومن المثير للاهتمام أن واحدا من المخططات الرئيسية التي كانت وزارة العدل الأمريكية تزمع القيام بها هي القيام بمخطط مماثل يشمل جنوب أفريقيا، على الرغم من انه لم يتضح ما إذا كان المحققون الأمريكيون سيكونوا مهتمين في التحقيق بفساد محتمل من حليف جيو- سياسي كما ينظر لانجلترا، وأبلغ عضو سابق وبارز في الاتحاد الانجليزي للصحيفة بالقول: "أعلم أن مكتب التحقيقات الفدرالي سيتابعنا وانها مجرد مسألة وقت".
وقال مصدر آخر مجهول انهم يتوقعون ان القضية ستشكل مصدر إحراج للاتحاد الانجليزي وليس مشكلة كبيرة، كما أن ذلك من شأنه أن يشكل احراجاً سياسيا للحكومة، وقالت الصحيفة في معرض تناولها التاريخ الطويل من الروابط بين الجانبين: "الحقيقة أن وارنر كان يحتفظ بعلاقة مميزة مع الاتحاد الانجليزي لما يقرب من عقدين من الزمن، حيث كان الاتحاد ينظر إليه كحليف، ان لم نقل من المقربين لادارته".
وكما جاء في تقرير مايكل غارسيا، فإن ملف استضافة كأس العالم في انجلترا، في ظل رئيسه ورئيس الاتحاد الانجليزي السابق اللورد ديفيد تريسمان (الذي استعاد مقعده في مجلس اللوردات)، يتوافق مع رغبات السيد وارنر في كثير من الأحيان من حيث استخدام الملوك ونجوم الكرة والمشاهير لكسب ودهم.
وبينما اعتاد دايك ان ينتقد فساد الفيفا ويحاول استغلال ازمته لتعزيز قوة الاتحاد الانجليزي في عالم كرة القدم، فان اعضاء البرلمان ووزارة الثقافة عمدوا لتقديم انجلترا باعتبارها المكان البديل لمونديالي 2018 و 2022، رغم ان الكثير من اوساط الكرة يتذكرون بعض الزلات التي احرجت انجلترا، مثل تقديم هدايا عبارة عن حقائب يد قيمة الواحدة 230 جنيه لزوجات أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، والتي أدت إلى ايجاد دعاية غير مرغوبة حتى لجاك وارنر الذي جلب واحدة منها لزوجته واعتبرها "رمزا للسخرية والخيانة والحرج بالنسبة له ولعائلته".