تشير أحدث التقارير الدولية إلى أن المدن الحضارية تشغل ثلاثة في المائة فقط من مساحة سطح الكرة الأرضية، لكنها تستهلك ما يقارب من 75 في المائة من المصادر الطبيعية، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى ما يقارب من 70 في المائة بحلول العام 2050.

لهذا السبب، ومن أجل كوكب صالح وقادر على البقاء وإعادة التوازن البيئي، فقد نص الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة 2030 على «حماية واستعادة وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الأرضية، وإدارة الغابات بشكل مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف وعكس تدهور الأراضي ووقف فقدان التنوع البيولوجي»، وهو الهدف الذي اعتنت به البحرين منذ سنوات، من خلال مبادرات رسمية وأهلية، عملت على الاستفادة من كل الإمكانيات لزيادة المساحات الخضراء وتشجيع الثقافة الزراعية لدى مختلف فئات المجتمع.

من أجل كل ذلك، جاءت مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، بإطلاق حملة وطنية للتشجير تحت عنوان «دُمتِ خضراء»، واحدة من أهم المبادرات الوطنية البحرينية، والتي ستعمل على دعم استراتيجيات الدولة لاستدامة تطوير وتنمية القطاع الزراعي وإبراز السمات الجمالية للمملكة واهتمامها بالزراعة كإرث تاريخي على مر الأزمنة، والسعي نحو زيادة وتوسعة الرقعة الخضراء.

وحسب المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، ستعمل الحملة على إطلاق مشروعات للتشجير من خلال زراعة أكثر من 50 ألف شجرة وشجيرة على مساحة تقدر بأكثر من 70 ألف متر مربع، وأكثر من 21 ألف متر طولي خلال المرحلة الأولى التي تمتد حتى مارس من العام المقبل. ومن أهم ما يميز المبادرة الحرص على الشراكة الوطنية بين عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، مع توقعات باستقطاب المزيد من الشراكات لتحقيق أهداف الحملة التي تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة.

مبادرة كريمة من لدن صاحبة السمو الملكي، الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، ومساهمة هامة لإعادة البحرين الخضراء، كما عاش فيها الآباء والأجداد، وتحسين جودة الحياة من الناحية البيئة، خصوصاً في ظل تنافس عالمي محموم نحو إنشاء مزيد من الغابات الإسمنتية، دون النظر إلى أهمية توفير بيئة صالحة ومستدامة للأجيال المقبلة.

إضاءة

لمناسبة ذكرى مولد سيد البشرية، عليه الصلاة والسلام، تتجه الحاجة إلى أهمية الاقتداء بسيرته العطرة وأخلاقه النبوية السامية، خصوصاً في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تدهور أخلاقي وصراعات مبنية على أسس دينية وطائفية وعرقية لم تقدم للعالم إلا مزيداً من الانقسام. قال صلى الله عليه وسلم «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، صدق رسول الله.